الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

تقرير مــذكــراتي اللــــندنــية

تقرير مــذكــراتي اللــــندنــية


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5314 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع


  1. الحلقة العشرون

    وبعد أن نجحت خطتي في مع الشريرة مليكة وتمكنت بمساعدة قاسم وفارس وحمدي انقاذ تاجر الشعير المتهور "معاشي" من براثن تلك الساحرة الشمطاء، دخلت مزاجي شغلة "الهيئة" وعرفت إنها شغلة مسلية وبسيطة لا تحتاج إلى High Tech أو أية مؤهلات،،، فأصبحت"والله وتالله وبالله " ،،،،، لا ،،،لا،،، صدق والله ما أكذب عليكم،،، أصبحت، بل أني أمسيت كذلك آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر في مدينة الضباب لندن ،،، وركزت في البداية عمليات المداهمة في الفترة الصباحية في شارع الكوينز واي الشارع الذي أسكن فيه، وخاصة عند بار "برنس الفرد" المقابل لسوق "الوايت ليز" الذي كان مغلقاً تلك الأيام وحيث يكثر الإختلاط والخلوة المشبوهة،



    ،، ،،، أما فترة المساء فركزت أكثر على شارع الإدجوررود في طريق عودتي من زيارة أخي اليومية ولوجود الكثير من العرب يتجولون بثيابهم البالية وهم صيد ثمين للغواني،،،،،. والذي شجعني لذلك هو عدة عوامل ،، دينية في أساسها plus، لقافة،، وشباب،،وحب التسلط،،، وقد كنت محظوظاً "كرجل حسبة تحت التمرين" عندما تزامنت مبادرتي مع ظهور مرض خطير وفتاك في تلك الحقبة من الزمان الغابر،،، ألا وهو إكتشاف مرض "الإيدز" لأول مرة وانتشاره كوباء مع بداية العام 1985، حيث أصبح المرض الشغل للصحافة البريطانية والعربية ،،، وحديث الساعة لكل إثنين إجتمعا صدفة أو على ميعاد في لندن



    الكوينز واي


    وللحقيقة وللتاريخ، فقد كنت محتسباً واقعياً في فرض تلك الشعيرة المهمة،،، فطبقتها على العرب والمسلمين،، ولم أكره اليهود ومن هاودهم والنصارى ومن ناصرهم،،،ولا أصحاب الديانات الوثنية الأخرى كالبوذية والهندوسية والتوسيمية التي تعج بها لندن ،،،،،، فقد كنت في جولاتي الميدانية أسير راجلاً وبدون "الجمس" في إدجوررود مثلاً،، ،،،وعندما أرى غانية تتحدث مع خليجي أبله،،،،، أختلي بالخليجي فأخبره بأن هذه الفتاة مريضة بالإيدز ومن الأفضل له أن يبتعد عنها ليحفظ نفسه من الهلاك وغضب الله عليه أيضاً،،،، فيكفهر وجه الأبله ويشكرني من أعماق قلبه،،، ويتوارى سريعاً من المكان،،،، أما الفتاة فإن تلكأت،، وحاولت الاستفسار عن سبب لقافتي، وتطفيش الزبون،،، فأخبرها بكل ثقة بأني قد خدمتها من حيث لا تدري،،، فالشخص الذي كان في معيتها قبل قليل، ماهو إلا رجل يعاني من إنفصام الشخصية وسفاح هارب من حكم صادر غيابياً ضده في بلاده وقد يتحول من شخص وديع إلى وحش كاسر في أية لحظة معاها،،،وقد أخبرته بأنك أنت من الشرطة السرية البريطانية لكي يدعك وشأنك،،، وهذا يفسر فراره السريع منك،،،،،..............وكما أذكر الآن،،، فقد نجحت هذه الفكرة لدرجة لا بأس بها في بدايتها وحميت الفضيلة ما استطعت لذلك سبيلاً في "زون وان،،،منطقة رقم واحد في لندن"،،،،،ولكن بعد مدة قصيرة، أقل من أسبوعين فقط وللأسف الشديد،، انكشف أمري،،،وتأكد الجميع بأني لست بعضو رسمي في الهيئة ولكني متعاون غير شرعي معها،،،ولا أتبع لأي من المراكز الرسمية ،، ولا حتى هيئة حفر الباطن،، أو هيئة طبرجل ،،،فطفقت الغانيات يحذرني من التدخل في شؤونهن وتطفيش الزبائن،، وإلا فإن عقابي سيكون قاسي جداً،،،،،،،،،،،،،، وفي الحقيقة أذكر أني في محاولة يائسة للمضي قدماً في المشروع النبيل،، أن جربت تغيير في الخطة وتحسين نوعية الخدمات التي أقدمها بالمجان،،لتكون الجودة أشمل،،،فأدخلت بعض التعديلات فأضفت إلى نشاطي الحسبوي،، مهمة أخرى وهي مكافحة التسول ،،، "والله ما أكذب عليكم "، فكنت أصد جميع من يحاول من الشحاتين العرب أن ينصب على الخليجين ويطلبون منهم أموال كمساعدة بحجة ضيق ذات اليد والرجل،،،،، وقد كان جل الشحاتين الذين لاحقتهم بلا هوادة،،وأصبحت حقنة لهم بمعنى الكلمة،،،، وأطلع لهم من تحت الأرض قبل أن يخرج الخليجي يده من جيبه فيمد لهم الدراهم،،، فهم شاحتين دجالين ونصابين درجة أولى،،، ينصبون على الخليجي الغشيم الذي يسير عادة كالفقمة في شوارع لندن،،، خليجي بداية الثمانينات التعيس الأبله،، الذي هبطت عليه الثروة فجأة فوجد نفسه بين ليلة وضحاها في فندق الدروشستر الوثير يتنعم بالحياة الباذخة ،،،،،،أذكر مرة حكاية خليجي قديمة،،وصل لندن عام 85،،ونظراً لإسلوبه الدفش وقلة ثقافته بأن عاملة موظفي الفندق بقليل من الإحترام ،،،بل بالإحتقار الشديد،،،،فقام من شدة غيضة فأشترى الفندق ليس لأن الصفقة مربحة ولكن عناد ونكاية بالعاملين الذين لم يعطوه وجه،،،واحتقروه،،، وقد كتبت الصحافة البريطانية في حينه الكثير عن ذلك الخليجي محدث النعمة،،،،،ما علينا،،،نرجع للشحاتين،،،،،،، فقد كنت أرى هؤلاء الشحاتين لاحقاً،،، وبعد ساعات دوامهم الرسمية،،، من خلال حياتي اليومية وهم يتسوقون من نفس المحلات التي أتسوق منها،،، ويأكلون من نفس المطاعم الجميلة التي آكل فيها، بس الفرق أنهم يأخذون الطلب سفري،،، مستعجلين حسبي الله عليهم عشان لا يطيرون الزباين،،،،،،،،،،،لذلك كنت متأكد بأنهم نصابين،،، فكنت أحذر الخليجين منهم في كل شارع،، وعند كل مطعم أو مقهى،،،...............ولكن عندما طفح الكيل بغانيات لندن وشحاتيها من العرب المستعربة،،، اتحدوا جميعاً وكونوا "حلف الفجار" ضدي،،، فأحاطوا بي يوماً ما بجوار "ملهى الرمال" في ادجورروود،، والذي كان يعود ملكيته للفنانة الكويتية المعتزلة "ليلى عبد العزيز"،، ومن أشهر أغانيها القديمة الجميلة ،،،"وش علامك يالاسمرانيه، وأغنية يامسافر سلملي على الكويت ، وكذلك، أستحلفك بالله ما تسيبني بحالي" وكانت تعلق صورتها أمام الملهى طول مدة بقائي في لندن وهي ترتدي "الهامة"،، وهو الذهب الخليجي الذي يوضع فوق الرأس ويتدلى مثل خصلات الشعر"،،، الفنانة ليلى اعتزلت الغناء الآن وهي تعيش في جدة مع ابنتها،،، والكزينو اندثر الآن وتحول إلى "كازينو رنوش"،،، بجوار مطعم رنوش كذلك،،، الملاصق للكوافير النسائي اللبناني حالياً,,,, المهم يا أحبتي،،،،،، تحلق حولي الشحاتين من كل صنف والغانيات من كل لون،،، فإذا نظرت نحو اليمين،،نحو الشحاتين،،، فتنسد نفسي من الوجيه الكالحة القذرة والشعور المنكوشة والملابس الممزقة،،كأنهم خاريجين من تحت أنقاض عمارة هوت على رؤوسهم،،، لكن إن نظرت ناحية الشمال،، فأشاهد أحلى الخصوم بعيون كحيلة وجمال مغربي آسر وفتان،،، وفساتين سهرة براقة وروائح عطرية جذابة،،، فأسقط بيدي كيف يمكن أن أتعامل مع نقيضين في وقت واحد،، وأية لغة يمكن أن تحاجج وتلاجج هذا الجمع المتنافر،،،،،،،، وأدركت أني في معضلة وورطة لايمكن حلها ،،، وعذرت والله رجال الحسبة عندما يقعون في مواقف لا يحسدون عليها،، كما رأيت لاحقاً ً في الملاهي والمنتزهات عندما يتعارك رجال الحسبة وتدخل النساء والولدان في المناوشات الدائرة ويحمى وطيس الصولة الجهادية،،،،،،،،، بيد أن إحدى الغانيات إنبرت فقالت لي بكل وقاحة،،،،يا أخي "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق،،،، بتتركنا نشوف رزقنا وإلا بنتصرف معاك تصرف ثاني"،،، صمت لبرهة ثم أطلقت ضحكة بلهاء وصفراء،، لا معنى لها وأكدت لهم بأنني كنت أتسلى فقط بالتخريب عليهم،،، وتماديت بفعلتي التي فعلت عندما أعجبتني التجربة،،، خاصة وأن الجميع كان ينصاع لأوامري بطريقة غريبة،،، بس خلاص،، توبة،،،، والله توبة ما عاد أعودها مرة ثانية،،، وقررت الإنساحب وتوديع المهنة إلى مالا رجعة واعتذرت من الغانيات بأدب جم والدعاء لهم بالستر وأن يتوب الله عليهم،،، ثم أدرت بصري نحو الشحاتين وبصقت في وجيهم،،، لأن الغانيات أشرف منهم ألف مرة،،، وسرعان ما قدمت استقالتي من فوري إلى نفسي وقبلتها دون تردد،،،،وبناءً على طلبي كما جرت العادة،،، وتركت اللقافة التي لم أجني منها سوى التسلية ومضيعة الوقت ،،،،،. ولكن بقي شيء واحد مهم للغاية،،وذلك لحفظ الحقوق الأدبية الخاصة بي،،، وهو أنه إذا ما قدر الله عز وجل،،،ودخلت جحافل القوات السلفية المؤزة إلى لندن وافتتحتها وضمتها كولاية تابعة لأمة الإسلام،،، بمساندة من الطابور الإسلامي الخامس الذي تغلغل وعشعش في بريطانيا منذ زمن،،،،، ولا أستبعد أن يكون عام الحسم بحدود العام 2040 على أبعد تقدير، أن تنسب لي وبكل تواضع أنا محدثكم "نديم الهوى" بأني أنا أول من أقام شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عقر دار الإمبريالية الغربية ،،لندن،،،،،على أن يسجل اسمي بالمحتسب الأول في سجلات "المملكة المتحدة الإسلامية"،، وحبذا لو كرمت بتمثال بسيط لن يكلف خزينة "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،،فرع نايتس بردج" الكثير من المال،،، نظراً لوجود الأساس مبني وجاهز في ميدان الطرف الأغر "Trafalgar Square" ،،،، فيمكن فقط تحطيم تمثال الأدميرال اللورد نيلسون الذي يقع في أعلى السارية في ساحة الحمام أو سحبه بسلسة تربط في طرف صدام "جمس الهيئة الخلفي" لكي يهوى نحوى الأرض، ويستبدل بتمثال لي شخصياً وأنا أتمنطق بالبشت الملكي بدل جاكيت نلسون الكالح، وأستعيض بخيزرانة عليها القيمة،،،بدلاً من سيف الولد نيلسون الصديء المعقوف.



    هذه صورة اللورد نلسون التي أرجو من الله أن تزال يوماً من الأيام وترون بدلاً منها صورة نديم،،،رجل الحسبة الأول،،خخخ

    ************************************************** *************************

    في أحد الأيام كنت أعود أخي بعد أن أعددت له وجبة برياني أصفهاني تعلمتها من حمدي المصري الذي يعمل في مطعم رمضان،، كان الإنجليز يشمون رائحتها الشهية وأنا في طريقي إليه في قطار الأندرقراوند،،،،سالكاً خط السنترال لاين ذي اللون الأحمر،، من محطة كوينز واي، إلى محطة لانكستر قيت، ثم محطة ماربل آرش وأخيراً محطة أكسفورد ستريت التي تقع عند مفترق ريجنت ستريت واكسفورد ستريت، ومنها أكملت طريقي مشيا نحو هارلي ستريت كلنك،،وهي رحلة جميلة أحببتها لأنها أقرب للنزهة وفيها اشاهد يومياً أطياف غريبة وجميلة من البشر كل منهم ماضي لغايته ويبحر بهدوء في عالمه الخاص،،، وكان ركاب الأندرقراوند الإنجليز البيض في تلك الأيام يشكلون أكثر من 90% من عامة الركاب،،مع وجود القليل من الإنجليز السود من أصول أفريقية،،،، ولكن الآن عندما أركب الأندرقراوند أجد ان نسبة الإنجليز لا تصل حتى خمسين في المئة خاصة في منطقة السنتر،، فقد زاد الأسيوين بشدة،، والأفريقين والعرب الصينين وكل الملل،،،،...

    *************************************


    عندما دخلت على أخي وجدت عنده شخص غريب الشكل واللباس،، فقد كان بدينا بالمرة وجاحظ العينين وشنباته مفتولة وفيه حمرة وترهقه سمرة،،، ويرتدي ثياب عربية لم أعتد رؤيتها من قبل،،، عرفت لاحقاً أنها عراقية،،، فثوبة رصاصي ذي لمعة،، مطرز عند الأكمام وعند الأزرار كمخدة قديمة،،، وعقاله سميك وشماغه أسود وأبيض،،، ويلبس بشت يسمى "خاجية"،،فحييته وتعرفت عليه وعرفني باسمه "طلفاح" وأخبرني أخي بأنه قريب لصدام حسين حاكم العراق السابق وأنه في زيارة لأحد أفراد عائلته الذين يتلقون العلاج في لندن،،،،كان الرجل ثرثاراً مهذاراً ويلهث طوال الوقت دون أن يحمل أحد على عاتقه شيء،، ويكثر الحديث في السياسة طوال الوقت الذي جالسته فيه،،، وذكر لنا قصص وحكايات طويلة عريضة،،،وأسماء لم أكن أعرفها في حينها،،،مثل ،،، نوري السعيد،، وعبد الكريم قاسم،،،،وشكري القوتلي،،،، ولكن أغرب شيء سمعته منه، لا فض فوه، بأن الرئيس جمال عبد الناصر، رحمه الله، أصله يهودي من جهة أمه،،،،. لذا لم أعره إهتماماً يذكر خاصة أنه أزعجني بصوته الجهوري ووقاحته وهذرته وكأنا في محاضرة سياسية،،، والي سد نفسي أكثر وجود غمص في كلتا عينية زاده دمامة على دمامته،، وأضنه مرض وليس غمص عادي يمكن أن يزول بغسل الوجه. وكان قد وصل لندن في نفس الفترة التي وصل فيها طلفاح،،كهل كويتي للعلاج يرافقه كهل آخر أكهل منه،،، المريض الكهل اسمه "فهيد" والمرافق "سعدون" انضما إلينا عند أخي وكانا سعيدين جداً بحديث السعدان "طلفاح" وهو يسرد عليهم بطولاته وتحليلاته السياسية لتاريخ كفاح العرب الحديث،،، "فهيد" المريض الكويتي أخبرنا طبيبه المعالج،،بأنه يحتاج فترة علاج لمدة 15 يوم فقط ثم يعود للكويت بسلامة الله،،، "سعدون" المرافق كان متقاعد من الجيش الكويتي،،، وكان يقول لنا كما أذكر،،،،"والله يا جماعة الخير إني دخلت العسكرية في الكويت وخدمت فيها ثلاثين سنة،،، وتقاعدت ولا أدري وش السالفة ولا عرفت شيء عن العسكرية" خخخخخخ ، والله ما ظلمته هذا كلامه بنفسه "الشاويش سعدون"،،،،،،،،، "...أما طلفاح" فكان فقد واصل حديثة حتى بدأ بالحديث عن اليهود،،فأخذ يشتمهم،،ويؤكد لنا بأن اليهود جبناء رعاديد،،، وأنهم يخشون مواجهة العرب كخشيتهم مواجة الأسود،،، فتدخلت بعد أن طفح بي الكيل من جهله المركب ،،، وبينت له أن الإنتقاص من الآخرين والنفخة الكذابة هي أهم أسباب هزائمنا المنكرة المتكررة ،،، واننا شعوب فالحة بس بالكلام،، وقد صدق من قال بأن "العرب ظاهرة صوتية" وعالة على الأمم،،،،،واسترسلت مستهزءاً ،،والله واضح إن كلامك صحيح يا شيخ طلفاح،،، والدليل حرب 48 إلي شردت نصف الفلسطينين وبعثرتهم بين دول العالم كلاجيئين إلى يوم الدين،،، و لا تنس ياحبي النكسة ،، وحرب الأيام الستة، ،، وأننا ونحن22 دولة ما عندنا غير الزعيق والنعيق الفاضي ولم نستطيع يوماً تركيع إسرائيل،،،،،،،،،،،،،،،فأحمرت عينا طلفاح وكادت تنفتق أزراره القيطان التي تكتم أنفاسه وتشد معدته المنتفخة،،،،،وقال بلهجة محذرة وبطريقة استعلائية وهو يشير بسبابته نحوي مهدداً ومتوعداً "ولك غاتي أنتبه على روحك هاالساع"،،،،، (غاتي كلمة عراقية أصلها تركي ومعناه يا باشا أو يا أمير)،،،، ،،،، يعني بالعربي "سكر فمك يا نديم إنت ما أنت قدي"،،، وهذي الجملة هي الشيء الوحيد الي استفدته من "طلفاح" في ذلك اليوم التعيس،،، وما زلت أرددها حتى اليوم عند المزاح مع أصدقائي... ،،لذا سحبت على طلفاح واستأذنت من أخي لأخرج من الجو الكئيبت واتجهت نحو غرفة الممرضات واستخدمت هاتف الممرضات واتصلت على جاكو وواعدتها في منطقة الليستر سكوير لنتانول طعام العشاء ومن ثم ذهبنا لمشاهدة فلم كانت دعايته في كل شارع وكل اندرقراوند وباص في تلك الأيام،،، واسمه The Woman in Red..أثناء العشاء وقبل مشاهدة الفيلم،،،،تحدثت مع جاكو عن طلفاح وعن نزقه وعنجهيته،،،، فلم تلق بالاً لما أقول،،،،،، ولم تشاركني الحماس في الحش فيه،،،،،،،،،،وبعد أن شاهدنا الفيلم الجميل خرجنا من السينما وكانت الساعة تشير للثانية صباحاً فبحثنا عن تاكسي لإيصال كل منا إلى شقته،،، فلم نجد تكسياً واحداً متوفراً ،،فكلها مشغولة بالزبائن السهارى،،،، فسرنا من شارع الهاي ماركت باتجاه البيكادلي سيركس،، ومن ثم إلى بيكاديلي ستريت،،،،، ونحن ما زلنا نتمنى أن نجد تاكسي فاضي من تكاسي لندن السوداء العتيقة التي حافظت على شكلها لمدة 75 سنة،،،قبل أن تبدأ بالتنازل عن لونها الأسود أولا،،، ومن ثم شكلها الخارجي،،، وأخيراً بتصديرها لمدن عالمية أخرى،،، وعادة إذا كان النور الذي يوجد فوق التاكسي مضاءً فذلك يعني بأن التاكسي متوفر للخدمة،،، وإن كان غير مضيء فذلك يعني أن التكسي محجوز أو خارج الخدمة،،،،، وهو ما حصل للأسف طوال الطريق معنا،،، فلم نجد تكسي واحد مضيء نوره تلك الليلة،،،،،،،ومن كثرة ما سرنا على أقدامنا باتجاه السكن في الكوينز واي،،، مررنا على "فندق ريتز" الفخم،،،


    وكانت جاكو تلبس رداء أبيض كامل، بنطلون بقميص يظهر جمالها الفتان،، وتجذب أنظار كل المارة،،،حتى شباب الإنجليز،،،،وتذكرني رشاقتها الآن برشاقة الفنانة مريام فارس،،،، غير أن شعرها كان جميلاً وناعماً يغطي معظم جسدها وكأنها حورية بشعرها الطويل الذي ما يلبث أن يتطاير مع كل نسمة هواء لندنية باردة تداعبه،،،،،،،، وعندما اقتربنا من الفندق وصلت سيارتان فخمتان عند الباب الرئيسي ونزل منهما للمفاجأة "طلفاح" وكان لديه على ما يبدو حراسة ،،، فأخبرت جاكو بأن هذا هو طلفاح الذي حدثتها عنه أثناء العشاء،،،، فردت بصوت خافت،،،،،"يي دخيلك نديمو،،، شو مزوق هي "التفاح" رفيقك،،،شو عامل بحاله،، تجاهلت ما قالت خشية أن يسمعنا، وعند إقترابنا منه حييته بابتسامة عريضة ومتفائلة،،،، ولكن بحلق في جاكو وسالت ******ة،،،، ولو تعلمون ما ذا رد علي السخيف طلافيحو،،،،رد والله بأعلى صوته،،، "حي الله ها الطوايف" ودخل الفندق بعد أن ستر بطنه ببشته الأشلح،،،،،، تبا لك يا طلفاح،،، أهكذا ترد التحية،،، تابعت سيري وأنا قافلة معي من المشي والتكسي الذي نبحث عنه دون جدوى،،، وزاد البلة طينة الإهانة الموجهة من طلفاح،،، وكدت أعود له فأبصق في وجهة المغمص لأغسله له،،، ولكن جاكو منعتني وقالت ألا ترى البودي قاردز الذين حوله،،، عراقيين والله ليبسطونك في الأرض قبل أن تقدر أن تمس شعره من رأسه،،،،،،،،زعلت بالمرة،،، وأيقنت أن طلفاح قد رد لي الصاع صاعين،،، لأني لم أوافقه على أحاديثه السخيفة ظهر ذلك اليوم عند أخي في المستشفى،،،،،،،،طز فيك يا طلفاح وفي الليلة المهببة إلي شفتك فيها،،، وواصلنا سيرنا بعد ذلك لمدة ساعة ونصف حتى وصلنا عند الفجر للكوينز واي وودعت جاكو،،،ودخلت شقتي فصليت الفجر وسرعان ثم غطيت في نوم عميق حتى ظهر اليوم التالي.

    وصلت لأخي في اليوم التالي وكان يوجد عنده الأستاذ عابد الذي يتعالج هو الآخر من سرطان الدم،،،،لكني أحسست أنهما ليس على ما يرام ،،، فأستفسرت من عابد ما الخطب،،،،،،فقال لي "فهيد يطلبك السماح"،،، لم أفهم معنى قوله،،، ولماذا فهيد الكويتي يطلبني السماح،،،،،فلا شيء بيني وبينه سوى الإحترام المتبادل،،،، ولكني استدركت وقلت تقصد "طلفاح" يطلبني السماح،،، أكيد خبركم عما حدث البارح وكيف جرحني برده الماصل،،،،،،خلاص مسامحة بس خليه يحل عني الله يرحم والديه،،،،لكن أخي قال لي "فهيد هو إلي يطلبك السماح مهو طلفاح،، إنت وش فيك مفهي،!!!!،،،،يعني فهيد توفي إلى رحمة الله،،، ويطلبك السماح،،، أي أنه في أمس الحاجة الآن من أي إنسان أن يسامحه" ،،،صدمت من هذا الخبر المفجع على بداية اليوم المهبب،،، فالرجل كان يجلس معنا بالأمس وهو في صحة جيدة وكان سعيداً وهو يحدثنا عن رحلات القنص التي قام بها في السودان وباكستان،،، وقد حدد الدكتور فترة علاجة لمدة 15 يوم ثم يعود بعدها للكويت،،،،،سبحان الله ،،، الله يرحمك يا فهيد ويغفر لك،،،،،،، ولما سألت أين هو الآن،،،قال لي عابد،،، في غرفته مغطى بالشرشف لأنها مات قبل أقل من ساعة،،،حتى مرافقه "لشاويش سعدون" لم يأت بعد ولا نعلم رقم هاتفه،،،، لاحول ولا قوة إلا بالله،،،،، ذهبت لغرفته المقابلة لنا ودخلتها وكانت خاوية إلا من سريرة وجسده مسجى ومغطى بالكامل بالشرشف،،،،اقتربت منه وجلاً فهذه أول مرة في حياتي أدخل على إنسان ميت وجثة مغطاة لا حياة فيها،،،، أزحت الغطاء بكل فضول وظهر وجهة النحيل وعيناه تحلقان في سقف الغرفة وهو صامت صمت سرمدي،،، فطفقت أدعو له بالرحمة وكنت أتمنى من أعماق قلبي أن يفيق وأن الأطباء قد أخطأوا في أنه قد مات،،،لكن لا شيء يقطع هدوءه التام وبرودة جسمه المتناهية،،،، وفجأة قطع سكون الغرفة صرير الباب الذي فتح بقوة ،، فزادت معه دقات قلبي،،،وظهرت الممرضة مسز قراث،،،،التي ضايقها وجودي مع الجثة،،،وأخبرتني أنه يتوجب علي ن أغادر الغرفة في الحال قبل أن يأتي المختصين لنقله لثلاجة المستشفى،،،،عدت لأخي فوجدت طلفاح قد وصل،، فقلت والله كملت القصة الحزينة،،، أصلا من يوم شفته وكل شيء متردي،،،،،لكن طلفاح أظهر لي شهامة ومواقف رجولية غيرت من نظرتي إليه للأبد،،،، فقد قام هو ومرافقيه البودي قاردز بإنهاء جميع الإجراءات المطلوبة من المستشفى الخاصة بالمرحوم فهيد،،، وقام بدفع المصاريف المترتبة لنقل جثته للثلاجة ودفع فاتورة المستشفى قبل وصول " الشاويش سعدون" الذي كان يغط في نوم عميق في شقته ايرلز كورت،،،. ولما وصل "الشاويش سعدون" صدم صدمة قوية هزته وأثرت على توازنه كما ظهر لنا،،، وحزن حزنا شديدا على فهيد،،، ،،لأنه لم يكن يتوقع أن يتوفى مرافقه بهذه السرعة ودون أية مقدمات،،،،،،،،،وبالرغم من أنه لا يعرف أية كلمة انجليزية،،، ولكن بسبب الصدمة بدأ يتكلم معهم بالعربي ويلعلع بأعلى صوته لمدة طويلة، احتجاجا ً وحزنا،، بل يأساً،،،وقد فهم الإنجليز كل ما قاله بسبب تعابيره الحزينة ،،،وليس بسبب ماقاله بالعربي الفصيح.

    عند المساء،،، وبعد أن هدأت الأمور ودعت طلفاح وشكرته على حسن صنيعه وشهامته،،،،بيد أني توقفت قليلاً وسألته عن ليلة البارحة،،،، وقلت له لقد عدت يا طلفاح باشا متأخراً البارحة فأين قضيت ليلتك،،،، فأخبرني أنه قضاها في كزينو فكتوريا،،، وهو محل قمار شهير يلعب في العرب بالورق لعب،،، بالخمسين ألف باوند وبعضهم بأكثر من ذلك،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،بيد أنه عاود فسألني "كيف عرفت بأنه كان ساهراً ليلة البارحة"،،،، فأخبرته أني رأيته وهو ينزل نحو فندق ريتز،،، وأردفت،، يا شيخ طلفاح،،،أنا سلمت عليك البارحة ورديت على برد غريب زعلت منه بصراحة عندما قلت "حي الله ها الطوايف"،،،،،،،،،،،،عندها ضحك طلفاح بصوت جهوري وكح عشرين كحة وهو يلف سجارته العراقية عند باب المستشفى،، وقال " والله ما انتبهت لك يا نديم" خطية أنا كنت أباوع "أطالع" الفرس الأسمراني إلي كان وياك،،، حقك علي"،،،،،،،،،،،،،،،،وعندها عذرت طلفاح وأدركت أني ظلمته واستعجلت بالحكم عليه،،، لأنه لم يكن يقصد إهانتي،،،، فقد حسب أنني شخص غريب،، ،،،،،،،فتذكرت نكتة جاكو عندما رأته البارحة وقلت له هل تعلم ماذا سمتك جاكو السيدة التي كانت تسير معي البارحة،،،، قال ماذا سمتني،،، قلت تحسب أن اسمك "تفاح" وليس "طلفاح"،،،،،،،،فغضب طلفاح وأشار بسبابته نحوي مهدداً ومتوعداً "ولك غاتي أنتبه على روحك هاالساع"،،،،،
    يتبع

    7 "
10 من 17 صفحة 10 من 17 ... 59101115 ...
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.