جرح الكِبرياء ،، سلسلة قصة حب
جرح الكِبرياء ،، سلسلة قصة حب
تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5286 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!
قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع
-
7 " - وكتب رسالة حبرها من دمه إلى معالي مدير الجامعة ؟؟؟!!!!!!!!!!!7 "
-
ويفعل أكثر من هذا .. سنرى سويّا كيف ستكون الخاتمة
واشكرك جدا لمتابعتكـ
***
تغشى الإنسان ساعات يفعل أكثر من ذلك ..
.. - جرح الكبريـاء
(6)
تحاول جواهر فتنته بحديثها فتتلاقى خيول أدبياته وتنطلق في مروج المعرفة والأخلاق ، أتت كلماتها على هيئات مختلفة لهدف معيّن ؛ فبارت وكأنها لم تفكّر هي في هدفها ، يقولون ولّى زمن يقول فيه الفتى كفى ، إلا أن الواقع ينحت مجدداً على زفير انبعاثات تحكي قصة وجود لمعنى الأخلاق و القيم .
كانت جواهر تتحرّى معراج يزيد إلى قلبها ، مرسلة له بُراقها وكل وسيلة ليرقى إليها ، كانت تظن أنه ينبغي له أن يهوى لكي يرقى لكنّ فتوّتها تغفل جانب الأخطاء ليزداد الأمل ، حاورته عن آمالها وبسطت لها خرائط مستقبلها ليغيّر بها ما يريد ، فاجأها بقوله : أحلامي مشابهة لأحلامك بدقّة !!
يطير الحب في لحظة ويأتي في زمن حياة ، هكذا بدأت نور تغزل قصة الحب التي ستوقظ مشاعر قرّاء "رؤية ذاوية" ، كانت تتصل نور كلّ يوم بأختها جواهر لتنقل لها صورة حيّة من الحب الحاضر المتمدّن .
أغلب الحكايات تأتي من طرف جواهر ولا شيء سوى المتوقع من قِبل يزيد ، لم تكن نشأة الحب طبيعيّة خصوصاً أن يزيد لم يفتن بعد ، أبدت نور مساعدتها لأختها جواهر عن طريق كتابة رسائل أدبية تهدى ليزيد .
في المآزق يتشبث الإنسان بأي غصن يرقى به إلى هدفه ، من أجل ذلك وافقت جواهر بشرط أن تنسى نور ما تكتبه وما تقرؤه ليزيد ؛ لأنها تغار عليه .. أول رسالة مُرّرت ليزيد عن طريق هاتف الجوال هي " بربكَ .. ألا تشعر بأنك أحد ملائكة السماء !! "
وصلت رسالة جواهر بهدوء إلى يزيد ، قرأها مرة ومرتين ثم كتب " لا .. بل أنا إنسان أمر الله الملائكة أن تسجد لأبي " ، تفاجأت جواهر ونور بجوابه الذكي وكأنّه يقول لهما إنني متمكّن من عاطفتي ، زاد إيمان جواهر بعشقها لهذا الفتى غير المنبهر بحضارات الفتنة ، أسرّت إلى أختها نور بأن تلتفت إلى مجلسها الثقافي وكتابها عن عشقها ليزيد ، فهمت نور مقصد أختها وانصرفت تكتب قصة حبّ في كتابها ، مواصلة بذلك الفكرة العامّة للكتاب وهي استشراف المستقبل ، ستبدأ مرحلة جديدة عاطفية في صفحات الكتاب تستلهم عظمة الدوافع الخفيّة للعاشقين ، ثم سيطرت فكرة جديدة على نور وهي : أن تعيد كتابة الكتاب بنفس الأفكار السابقة بالضبط ، لكن بقالب جديد على شكل رواية حبّ .. لا يكلّف هذا الأمر الشيء الكثير لأن العبرة بأفكار الكتاب التي صفّق لها مثقفو الوطن الإسلاميون و الليبراليون ، وبقي أن يقرأ لها العامة لتستوعبه مخيّلتهم بدقّة .
22/6 .. يوم لا ينسى ما بقيت جواهر على وجه الأرض ، جاءت إلى المعهد بكامل زينتها فجاء نحوها شاب اسمه سعد ، لا يريد سعد أيّ شيء سوى أن يتقرّب منها لجمالها ، وما يتبع ذلك من تصرّفات مشينة ، قال لها سعد : " صباحك عسل يا عسل " ، ما دام قلب الفتاة معلّق بحب شاب ، فمن المستحيل أن تقبل بطرف جديد ولو كانت تتمناه في السابق ، وذلك لسبب بسيط جداً ، أنها تعيش بلا قلب ، كيف يكون ذلك ؟! لا أعلم .. المهم أنه لا يوجد مكانان فعليان في قلب فتاة .
صار يتكلم سعد بطريقة استفزازيّة مقيتة إلى أن جاء صوت رجوليّ مفعم بالغيرة قائلاً : " سعد .. استح على وجهك ولا تكلّم بناتنا كذا .. الله ما يرضى بهالشيء " ، التفتت جواهر وسعد فإذا هو يزيد ، كان انتصاراً هائلاً على بعض روّاد تهدئة الحب في قلب جواهر ، لم تصدق ، بل لم تحلم بأن يكون يزيد نصيراً لها في موضع كهذا ، مضى سعد متعثّراً بسقطاته وأقبلت جواهر إلى يزيد وهي تبكي من الشكر ، كانت تنتظر أيّ لحظة لتبكي بها أمامه ليرى بريق عينيها اللؤلؤتين ، ومدى سرعة انسياب دمعتها على بشرتها الملساء ، أهداف جواهر لم تجد صدى في كيان يزيد لأنه لا تتوارد إليه أفكار تسعده في لحظة حزن أحد أمامه ، إلى الآن لم تفهم جواهر العمليّة الحسابيّة التي تسير عليها شخصية يزيـد .
لملم يزيد ما تناثر من شظايا حب ليدرسه في شقّته على مكث ، كل دراسات الحب تأتي والإنسان مستلق على سرير بالكاد أن يستوعب عمق اللحظات ، راح يرسم جواهر في أحلامه فلم تتسع لوحته وضاقت به ألوانه ، منذ متى والإنسان يستطيع رسم فتاة يحبها ويداه لا ترتجف وعيناه لا تفيضان من الدمع ، دوّى الحب بهيئة مرعبة في قلب يزيد ويكأنه صامت بحسرة الماضي .
عندما تأتي الإنسان إشارات حب فعليه استقبالها برشد لئلا تصرعه فجأة ، يجدر بالإنسان أن يحتفي بكل شيء في صالات الانتظار العاطفي ، وهذا ما كان مؤمناً به يزيد بلا نبيّ ، كان يعتقد أن ثقافته تعصمه من دواهي الحب و العشق ، تظاهر بما فيه إلى أن بدّد الحب كل اتفاقيات حدود قلبه وألغى جميع عملات التداول وفوائدها ، وأعلن عن اللاشيء سوى الحب عاصمة و جمهورية و كوناً ، فُلِق الصبح ويزيد غارق في أبجديات السياسة القادمة لحياته لكنّه بكل تأكيد لم يصل إلى شيء ، تجهّز وتزيّن بزينة صارخة الجمال وانطلق إلى المعهد مصطحباً معه خريطة العالم بما يحمله من معضلات كبرى ، هال جواهر منظر يزيد وخشيت أنه فُتن بفتاة أحبت أن تراه اليوم ، أسرعت مرتجفة إليه وهمست له : " ايش مناسبة هذه الكشخة ؟! " فأجابها : " سأقول لك لكن بشرط .. أن تقبّلي هذه الخريطة "
كثيرة هي الأمور التي نستغربها حيال أمر ما لكن في وقت الحب كل شيء يأتي طواعية وبرغبة ، قبّلتها سريعاً فتلاشت جميع مشاكل الواقع ، ففي الشفاه خير عظيم وشفاء لكل شيء .
يقولون : " نموت جميعاً ويحيا الوطن ، وهل للوطن وجود إذا ذهبنا نحن ؟! " هكذا ابتدأت نور حياة "أحاديث الشتاء" الجديدة ، ما أجمل فصول السنة التي تبدأ من روعة وسطها المناخي ، حيث يعلم الناس جميعهم بأن الفصل السابق قدّ ولّى ودخل فصل جديد ، كذلك فصول الرواية ينبغي أن تبدأ بحيوية وستر فاضح للمكتنف من القصص ، جمعت نور فلول عزائمها و فكرها و أدبيّاتها لمواصلة كتابة روايتها الجديدة ، وأخفت على زملائها وزميلاتها سبب اختفائها حتى شاع بينهم أن ثمّة شيئاً جديداً .
عادة الكتّاب أنهم لا يجيدون الصمت أو التخفّي ، وأكبر دليل على ذلك أن الكاتب محمد الرطيّان بزغت شمسه مكررّاً في جريدة المدينة ، أتذكرون ما حدّثتكم عنه بشأن برج المملكة ، هو بالضبط كمثلث برمودا ، حيث يختفي الإنسان وقد يولد إنسان آخر يشبه المختفي حدّ التمام ، لا عليكم .. نور اختفت مدّة شهرين بحجّة أنها مسافرة إلى مكّة ودبيّ وكأنها تقول إنني في مُدنٍ من لا وطن له ، أغلب روايتها تدور حول فتى اسمه "حسن" تحوّل تدريجيا كهبوط/ارتفاع الأسهم إلى "متعب" ، الله وحده يعلم لماذا غيّر المجتمع اسمه لكنّ أغلب الشكوك تفيد بأنه يقدّم اقتراحات إلى الوزارات الخدمية حتّى لقبّوه بهذا الاسم !!
يزداد صمت يزيد كلما تهيج نفسه لقول شيء ، عادت جواهر إلى قصرها الشقّة ، ونسيت أن تسأل يزيد عن سبب طلبه لتقبيل الخريطة ، لماذا يضيع العاشق فترة لا تسدّ رمقه بأي شيء ، خصوصاً أن الوقت ينتظره ، تزيّنت بكل ما آتاها الله من مكياج لتفكّر بيزيد ، لا يليق بأحد العاشقين أن يفكر بالآخر ما لم يتزيّن له في تذّكره ، بَيد أن العمل والدراسة قد يحولان بين ذلك أحياناً ، أرسلت جواهر إلى يزيد برسالة جوّال ما قاله نزار :
" كلماتُنا فِي الحبّ تقتلُ حبنا ... إنّ الحروف تموتُ حينِ تقال "
لا يحبّ يزيد أن يَردّ إلا بشكل استثنائي ومبهر ؛ فكتب لها مباشرة ما كتبته سوزان عليوان :
" أهي الوجوهُ كُلُّها تُشْبِهُهُ ؟
أم أنَّها لِفَرطِ الوَلَعِ
في كُلِّ وجهٍ عابرٍ .. تراهُ ؟ "
شعرا بأنهما ولجا باب الحبّ بعد الاستئذان ثلاثاً ، لم يعد ... يتبع لاحقاً* - جرح الكبريـاء
(7)
شعرا بأنهما ولجا باب الحبّ بعد الاستئذان ثلاثاً ، لم يعد في وسعهما إلاّ بداية البَوح وسَنّ الأقلام لتبادلِ الرسائل المكتوبة ، كلّ الهوايات و الفنون تأتي على جناحِ طائر فقد أحدَ جناحيه في حب سابق ، في بدايات المراحل الجديدة يكتشف الإنسان ضِلعاً جديداً في جسده ، أسرّت جواهر له بأنّها تودّ مقابلته في أحد المقاهي البعيدة عن المعهد لأنها لا تحب الضوضاء المعلوماتية التي تغشى الكثير من شباب وطنها ، موعدهم غداً عند الساعة الخامسة عصراً سيكون نقطة مفصليّة إذا أُحسِن التعامل معها ، اختير الموعد ليكون بعد المعهد بساعتين تقريباً ، إلا أنّ كليهما غابا عن المعهد انتظاراً للموعد المنتظر ، هذا الموعد الذي أيقظ أموراً كثيرة كانت في فترة سبات أو عدم وجود ، ساعات الانتظار لها طَعمٌ خاص في حياة الكتّاب واللصوص والسياسيين ، جميعهم يقفون على صعيد التنبؤ و السيناريوهات المفتوحة ، كان يزيد كما يبدو سياسيّاً وكانت جواهر كما لا يبدو أنها لصّة !!
عقب شهرين أتى بريد إلكتروني للعديد من زميلات نور بعنوان "أحاديث الشتاء" . كانت أوّلَ قارئة هي الدكتورة مها المتخصّصة في التاريخ السعودي ، كانت مها من أشدّ المعجبات لكتاب نور "رؤية ذاوية" لدرجة أنها تكفّلت بطبع 500 نسخة حالَ صدورِ الكتاب ، أما الدكتور سامي بحكم علاقاته الفذّة مع الجرائد السعودية وعمله في قسم الأدب العربي في أحد الجامعات السعودية فقد وعَدَ نور بأن تُكتَب نصف صفحة كاملة في أوقات مختلفة على الصحف المحليّة ، يتحدثون جميعهم عن الكتاب وأهميّته ، وغيرهم كثيرون/ات ممن أبدوا دعمهم اللّوجستي لتوزيعه على أكبر شريحة ممكنة ، كل هذا والجميع تفاجأ من تغيير عنوان الكتاب وطريقة الكتابة ، جاء ردّ مها على صورة عُملَة سابقة لتوحي لها بقيمة هذا النّص :
" الأستاذة نور حفظها الله .. لم أعتقد يوماً أنك باحثة عن الفتنة والمعصية ، كتابك السابق مليء بالحكم والعطاء المعرفي ، لماذا أعرضت عن إصداره وكتبت كتاباً آخر مخالفاً لأفكاره بل ربما ضدها .. إنّ المجتمع السعودي لا يحب أمثال هذه العبارات التي لا يستفيد منها المرء ولا الجماد ، حزنت جداً لأنك تتركين سبيل الإصلاح إلى الفساد ، سامحكِ الله .. " .
أما الدكتور سامي فقد كتب :
" إلى السيدة نور المحترمة .. السلام عليكم ..
يبدو أنكِ تريد دخول سجال طويل يزداد اتساعاً عند موتك خصوصاً ، سأتكلم الآن بصفتين : الأولى بكوني إنساناً أدبياً ، والأخرى بكوني جماداً إعلاميّاً ..
إن روايتك "أحاديث الشتاء" تعدّ من أجمل الروايات السعوديّة التي قرأتها على الإطلاق ، أفكارها مستقيمة مع الدين وكلماتها مختارة بعناية فائقة ، وتسلسل الأحداث يأتي منسجماً مع هطول نيازك المفاجآت واستشراف المستقبل الملئ بالغموض ، ألغيت جميع محاضراتي يومها وبدأت أقرأ ثم أعود ثم أكتب ثم أعود ثم أفكر ثم أعود ، ولم أشعر إلا وأنا في غياهب فكر عميق جداً .
يا أستاذتي العزيزة .. لم يسبق لي أن حلمت يوماً بأن وطني يحتوي على أناس على قدر ثقافتك وتنوعّك المعرفي ، لو عاد بي الزمن قليلاً لما قبلت شهادة الدكتواره حتى تناليها فخرياً من جامعتي ولا غير ذلك مرضيّ عنه ، لك شكري بحجم سماء الجمال التي تتربعين على عرشها ، أما كتابتي لك بصفتي الأخرى فإنني أدعوك أن تعرضي عن هذا الهراء الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، هل يعقل أن يكتب صحفيّ عن كتاب سوف يمنع حتماً من وزارة الإعلام ؟! ربما جريدة إيلاف هي ملاذك الوحيد وربما يستعصي كذلك ، لتعلمي يا صغيرتي أن الحق كان يحيينا ، أما الآن فهو يهددنا، بل ربما يقتلنا !! "
عند الساعة 4:45 تواجدت جواهر في المقهى الذي نال شهادة الأيزو بهذا الموعد الغرامي ، أتت جواهر وهي تجرّ معها كل خُيَلائها وسعادتها وبريقها ، كلّ مجلات الفتاة العصريّة بدت متجسّدة في الفتاة جواهر ، هذه المرّة طغت الفتنة حتى شملت فتيان أمريكا وهذا شيء لا يتأتّى لكثيرات ، تأخر يزيد قليلاً وهذه عادة بعض الشباب ليرسل رسالة مفادها أني لست متبتّلاً بِابِك يا حبيبتي ، وفي المقابل كلّ الفتيات يعْلَمن هذا القصد ويؤمنّ بأنها كذبة مغلّفة بالكبر ، أتى يزيد في موكب مهيب من الأحاسيس والمشاعر والأناقة ، لدرجة أنه لم يفتن أي فتاة أمريكية تحب البساطة في الأمور ، للمرّة الأولى سلّما على بعض بطريقة احتوائية محبّبة للنفوس ، جلسا بصمت لمدة دقيقتين لم يجدر بأحدهما أن يتكلّم احتراماً للحظة تاريخيّة عظيمة ، بادرته جواهر على استحياء : " يزيد .. أحبك !! " بادلها يزيد بكلمتين تعني أنه يحمل ذات الشعور لكنّ بكلمات متقاطعة ، لم يعتد يزيد أن يتكلّم بعفوية في مثل هذه المجالس التي تعتبر محرّمة في الوطن ، استأذنها ليطلب لها قهوة وفي حقيقته يبحث عن وقت مستقطع ليجمع أوراقه ويصعد لأثير حديثها ، عاد سريعاً قائلاً : " طلبت لكِ قهوة موكا كوفي .. أتحبينه ؟! " أجابته جواهر : " نعم أحبّه جداً .. بل لا أشرب قهوة غيرها ، يزيد شفيك مرتبك .. تراني أنتظر هذه الساعة من أول يوم بالمعهد ، أنا مشتاقة لك مرة .. ومعجبة بشخصيتك وعلمك ودراستك ، يا ليت كل شبابنا مثلك .. "
أجابها يزيد : " مشكورة .. وأنتِ بعد شاطرة وذكيّة " ، تسقّطت كلمة " جميلة " من فِيه ، لكنّهُ لَم يَقُلها ، تبادلا الأحاديث الودّية بشأن المعهد والعائلة ، إلى أن صرّحت له جواهر بأن غايتها أن يتقدّم يزيد لخطبتها .
في اتصال عابر لبيت نور اتّصلت إحداهنّ ... يتبع لاحقاً - جرح الكبريـاء
(8)
في اتصال عابر لبيت نور اتّصلت إحداهنّ : " السلام عليكم .. ممكن أكلّم أم نور " ، وفعلاً تم تحويل المكالمة إلى أمّ نور : " السلام عليكم .. مين معي ؟" المتصلة : " معكِ أم نواف .. كيف حالك أم نور .. عساكِ طيبة " .. "أهلين أم نواف .. استأنست مرة بسماع صوتك .. الحمد لله .. كلنا بخيرونعمة .. أنت شلونك والعيال ؟ "
أم نواف : والله كلنا بخير ونعمة من رب العالمين.. الله لا يغيّر علينا.. صحة وأمن وكل شيء تمام..
أم نور: من زمان ما شفناكم .. العادة نشوفكم ، لكنالأيام الماضية فقدتك مرة !!
أم نواف: والله يا أم نور عندي موضوع وودي أكلمك عنه.. ممكن أزورك بكرة الضحى ؟
أم نور: بخصوص إيش يا أم نواف؟
أم نواف:لاتخافي .. ترى ما عندي شيء يخوّف .. بالعكس شيء يونّس مرة.
أم نور: حيّاك الله بكرة .. البيت بيتك.. أجل أنا بكرة منتظرتك على الساعة 10،ممتاز الوقت؟
أم نواف: جداً ممتاز.. أجل بكرة أزورك إن شاء الله ، مشكورة أم نور وما قصرتِ .. نشوفك بكرة.. تأمريني بشيء؟
أمنور: سلامتك وطولة عمرك ..
أم نواف: أجل مع السلامة..
أم نور: مع السلامة.
تساءلت أم نور مع نفسها عن شأن هذه الزيارة ، إنه نفس الناموس الذي يأتي لخطبة أيّ فتاة ، بالإضافة إلى أن أم نواف لا تتصل عندما تريد أن تأتي إلا لشيء مهم جداً ، إن المكالمة بحدّ ذاتها ترفع تباشير الفرح والحبور ، فـ.. نور فتاة تنتظر نصيبها الذي تأخر قليلاً ، وكعادة الأمهات في كتم الأسرار انطلقت وأخبرت نورعن زيارة الغد وأنّها لا بد أن تتجمّل لتحظى بفارس أحلامها ، عادةالفتيات في تلك اللحظة أن يتثاقلنّ وكأنّ هناك ألف طارق على باب خطبتهنّ، إلا أن الأبواق في قلوبهنّ تكاد ترقص جذلاً، في تلك اللّيلة نامت نور على يقظتها وطفقت تتأمل نفسها بالمرآة وتقول: " أين أنت يا غريب.. لقد تأخرت كثيراً، ألا تسرع فأنا في انتظارك من شهور " .
مرّت اللحظات سريعاً حتى دَلَفت أم نواف إلى البيت، فاستقبلتها أم نور بحفاوة ذات طابع احتفالي، تناقشا قليلاً عن شؤون الأسرة وأوضاع العالم الدولي وسياسات الدول، كعادة الأمهات، يتحدّثن بالشؤون السياسية وكأن مجلس الأمم المتحدة يسمع لهنّ، أو يتحدّثن عن الجيران بصيغة ليس فيها أيّ غيبة ، أجمل ما في حديث الضحى أنّه يثري جلسة الغداء الأسرية بالحديث عن كل شيء !!، قليلاً ودخلت نور بكبرياء جمالها وثقافتها وهدوئها مُقدّمة لأم نواف وأمها حق الضيافة، ذهلت أم نور من ابنتها في كيفية التّزيّن، يحببن الأمهات أن يرين بناتهنّ بهيئة جمالية خلاّقة.
تفاجأ يزيد من سرعة جواهر في تقرير مصيرها، إنها لم تعرفه حقّ المعرفة، بل لا تعرف عنه سوى أمور بسيطة، هكذا الفتيات والفتيان يُسحرون سريعاً إذا تسلل روح الحب إلى قلوبهم، حاول يزيد أن يتسّرب قليلاً باتجاه موضوع آخر بشؤون الدراسة والاهتمامات، سألها يزيد بماذا تفضي أوقات فراغها؟ لا يوجد قالب تجيب به إلا أنها تقرأ وتخرج للتسوق، سألته وبماذا تقضي وقت فراغك ؟ توجد أجوبة عديدة عند الشباب ومن بينها لعب كرة القدم والتنزّه مع الأصحاب، أحياناً تخرج جواهر مع وصيفاتها بشكل قليل لأنهنّ من مشارب مختلفة وكلّ واحدة معلّق قلبها بحب شاب.
إذا أضحت الأجساد مفرّغة من القلوب يكون حديث المجلس عبارة عن صمت، جلسا مايقارب الساعة فتعرّف كل واحد عن الآخر عن آخر أربعين سنة، عشرون سنة من عمرهما مضافة إلى حياة والديهما، بل ربما آخر خمسين سنة لمعرفة الأجداد كذلك.
"هذه المنجزات الهائلة التي ستسميها أجيالالبشرية بعجائب الدنيا ، هل لا بد لها من مثل ذلك الظلم وتلك القسوة لتحقيقها؟! ... جبرا إبراهيم جبرا" هذه إحدى العبارات التي وردت في كتاب نور "أحاديث الشتاء"، المجتمع الثقافي تداول روايتها عبر الإيميلات بصورة غير شرعيّة لإيقاف من تسوّل له نفسه بالإعجاب ، تشنّج يغطّي الساحة الأدبية المحليّة وردود تفتقد النباهة العلميّة والبحث المنطقي والنزاهة كذلك ، فوضى وشتات لأن الساحة لم يكن فيها مايثيرها أصلاً، وفي المقابل تجلس نور أمام أم نواف بهدوء معرفي، بعد الأحاديث الطويلة ، قالت أم نوّاف : صراحة يا أم نور.. أنا جيت أخطب بنتك جواهر لولدي نوّاف.. أنا شايفة جواهر بعرس من قبل وسألت عنها والكلّ مدحها لي ..
آآآآه ... لحظة حزن حقيقية انتشرت في هواء الغرفة ، استغربت أم نواف من قسمات من أمامها ، خصوصاً أن الأمر يفترض أن يكون مفرحاً جداً ، خرجت نور بخفّة تحمل معها أعباء الحزن والأحلام المبدّدة، تداركت أم نور ونفخت في هواء الغرفة عطر الابتسامة التي تخفي ألماً ،
قالت أم نور: يشرّفنا يا أم نواف أنكم تأخذون منّا.. لكن.. لكن بنتنا نور هي أكبر ؛فحنّا ودّنا نزوّجها أول، وجواهر بعدها تدرس وإن شاء الله بيجيها نصيبها.
قالت أم نواف : طيب هذا هو.. جاها نصيبها الحين.. وليش لازم تزوجون الكبيرة أوّل، الله كاتب لكل واحدة نصيب ، وما فيها أيّشيء يا أم نور، ليش تنظلم الصغيرة، يا أم نور.. ترى والله ما فيها شيء أبد أن البنت الصغيرة تتزوّج قبل الكبيرة، بالعكس، المفروض نور تستأنس وتساعد أختها وكلّ واحدةلها وقتها ونصيبها ..
ردّت أم نور : خير إن شاءالله.. خلّينا نفكّر وما راح يكتب الله إلاّ الخير، بس والله ودّي أن بنيتي نور تتزوج لأنها كاسرة خاطري مرّة
أم نواف : والله يا أم نور إني أحب نور مثل ما أحب جواهر، وولدي نواف يبي واحدة ما هي مثقفة تردّ عليه وخبرك .. المثقفات يبيلهم واحد مثلهم يتناقش ويّاها ومن هالسوالف ، حنّا يا أم نور شارين بنتكم وراح نستنانس مرة إذا وافقتوا ، أنتِ استخيري وشاوري البنات وردّي عليّ، يلاّ أنا استأذن الحين .. اسمحي لي لأن السواق لازم يروح يجيب العيال بعد شوي منالمدارس ، أنا أنتظر اتصالك ..
أم نور : نورتينا ياأم نواف وإن شاء الله ما يصير إلا الخير ..
" يلا مع السلامة " ..
" مع السلامة.. حافظك الله " .
أم نور : " بنيّتي نور .. نور .. وينك حبيبة قلبي ؟!! " .... يتبع لاحقاً* - ابدعت7 "
ننتظر البقية بشغف - والله بصراحه حماس ومشوقه7 "
- صراحه انا ماعمري اقرا قصص ولا رويات بس اول مره يجدبني عنوان واقرا قصه مثل هدي7 "
قصة سياسية واجتماعية وعاطفية احي الكاتب علي هدي القصه المشوقه وغاية في الترتيب الوروعه
تحياتي لك وفي انتظار بقية القصة - °¨o.O( NOHA )O.o°¨7 "
لك الشكر على متابعتكـ .. سعدت بذلك حقا
Bssal
مشكور على هذا الثناء عزيزي
Sweet Water
في الحقيقة هذه ليست رواية او قصة قصيرة ، بل انني مزجت بينهما
اشكرك لمشاركتك الجميلة وانا متطلّع لرأيك حتى نهاية القصة ،،
شكرا لكم جميعا
جاءت له في المعهد وقالت له : مرحباً يزيـد .
يزيد : مرحبتين جواهر .. آمريني .
جواهر : ما يأمر عليك عدو .. عندي مشكلة مع الملحقية وبعض النماذج لازم أكمّلها وماني عارفة .. ممكن تساعدني فيها لو سمحت .
يزيد : أكيد ممكن .. أنا الحين بروح أجيب لي كوفي وأجي .. تبين أجيب لك شيء معي ؟!
جواهر : ( لم تتصور هذا اللطف سيأتي على جناح طائر ) .. أنا بعد ودي آخذ لي كوفي .. بجي معاك .
يزيد : حيّاك .. مشينا .
أجابها يزيد : صباح الورد نورة .. ما إن نطق بذلك حتّى أحبّت جواهر هذا الاسم لكونه أتى من فِيه عفويّاً .. سألته جواهر : أيّهما أجمل .. جواهر أم نورة ؟
يزيد : ( فهم يزيد بأن اسمها جواهر فاعتذر لها ) ، كِلا الاسمين جميل .. فأنا لدي أختان بهذين الاسمين .. آآآه كم أنا مشتاق إليهما .
جواهر : كم أخت لديك ؟
يزيد : أربع .. اثنتان أكبر منّي واثنتان أصغر منّي .. وأنا الولد الوحيد .
كان يزيد يعامل أي فتاة كإحدى أخواته ، لا يتبادر إلى ذهنه أي شيء تحاسبه عليه أي هيئة ، بل إن قلبه يشعّ نوراً أخلاقيّاً ليت مدرِّسي أشبالنا يكونون مثله ، لا انفصام بين الدين و الخُلق ؛ فكلاهما يؤتي عفّة وطيبة ، سموّ أخلاق يزيد تعزّز معنى السموّ ذاته وينثر أريج معانٍ شتّى في صدفات الخليج العربي .
تحاول جواهر ... يتبع لاحقاً