س:ومتى يخرج الناس ليروا ويترقبوا ظهور الهلال ؟
ج: يخرجون ليلة الثلاثين من شعبان .(يعني يوم التاسع والعشرون من شعبان بعد غروب الشمس) فإن رأوا الهلال فاليوم التالى هو: أول أيام رمضان باتفاق العلماء وإن لم ير أحد الهلال وكانت السماء صافية فننتقل إلى الطريقة الثانية لمعرفة دخول شهر رمضان :
*الطريقة الثانية :إن لم نر الهلال ليلة الثلاثين من شعبان وكانت السماء صافية بلا غيم فلا صوم في اليوم التالي بالاتفاق وُيعتبر يوما من أيام شعبان ،( يوم الثلاثين من شعبان) . واليوم الذي بعده هو أول يوم من رمضان باتفاق العلماء.
دليل هذا كله هو حديث:" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين " صحيح البخاري
يبين لنا الحديث أننا إن لم نر الهلال في ليلة الثلاثين من شعبان(يعني في مساء يوم التاسع والعشرون من رمضان) فإننا لا نصوم اليوم التالي بل نعتبره من شعبان ونصوم اليوم الذي بعده.
وهنا مسألة :إذا لم نر الهلال ليلة الثلاثين وكان في السماء غيم أو دخان أو غبار ، ففي هذه الحال قد يكون الهلال موجودا وقد لا يكون موجودا فهل نصوم في اليوم التالي أم لا؟
* هاهنا اختلف أهل العلم وسنذكر أقوالهم باختصار ثم التفصيل مختصر أقوال العلماء في هذه المسألة
رأي الحنابلة : إن لم نر الهلال ليلة الثلاثين لوجود مانع فإننا نصوم غدا ونعتبره يوما من رمضان
دليلهم حديث " صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان أغمي عليكم فاقدروا له "
وجه الدلالة :قوله صلى الله عليه وسلم " اقدروا له " يعني ضيقوا الشهر ، فمن معاني القدر :التضييق ... فالمعنى هو: ضيقوا شهر شعبان واجعلوه تسع وعشرين يوما . وصوموا غدا.
رأي الجمهور : إذا لم نرى الهلال فإننا نُفطر ونكمل شعبان ثلاثين يوما ونعتبر هذا الشهر شهرا كاملا *
* دليلهم حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قَالَ : قال صلى الله عليه وسلم : { إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا, وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا, فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ } البخاري
فالحديث صريح في أننا إن لم نر الهلال فإننا نكمل شعبان ثلاثين يوما فلا نصوم اليوم التالي ونصوم اليوم الذي بعده.
الأقوال بالتفصيل
القول الأول -رأي الحنابلة- : إذا لم نر الهلال بسبب الغيم أو غيره فإننا نصوم غدا ونعتبره من رمضان .
* أدلتهم :
1- حديث ابن عمر رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:{ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا, وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا, فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ } مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
قالوا اقدروا له يعني ضيقوا له العدد، لان اقدروا معناها ضيقوا ... أي ضيقوه واجعلوه تسع وعشرون .
2-ثر عن ابن عمر: "كان ابن عمر إذا حال دون مطلعه غيم أو قتر أصبح صائما " صحيح في إرواء الغليل
وجه الدلالة:أن ابن عمر كان إن لم ير الهلال لمانع فإنه يصبح في اليوم التالي صائما.وهو دليل على صحة تفسير الحنابلة للحديث الأول .
والجواب عنه : أن هذا رأي لابن عمر الأحاديث الأخرى صريحة في معارضته . وقد خالفه غيره من الصحابة .
3- أثر عن معاوية وعائشة وعلي بن أبي طالب أنهم قالوا :" لأن أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن افطر يوما من رمضان " وهو صحيح عن عائشة .
والجواب عنه : الأدلة صريحة في النهي عن صيام هذا اليوم فتقدم على أي رأي آخر.
4- قالوا : نصوم احتياطا لأنه قد يكون غدا رمضان فيصومونه .
والجواب عن ذلك :أن هذا ليس محل الاحتياط لان الأصل هو إكمال الشهر وبقاءه إلا بدليل فلا محل للاحتياط .
القول الثاني :قول الجمهور من الشافعية والحنفية وهو رأي العثيمين والألباني وغيرهم من أهل العلم
وهو" إن لم نرى الهلال ليلة الثلاثين بسبب الغيم فإننا ُنفطر ونكمل شهر شعبان ثلاثون يوما ونصوم بعد ذلك "
* أدلة الجمهور :
الأدلة الكثيرة التي فيها الأمر باعتبار شعبان ثلاثين يوما في حال عدم رؤية الهلال بسبب وجود مانع
1- حديث حذيفة في سنن أبي داوود والنسائي :" لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تروا العدة " صححه الألباني .
وجه الدلالة : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن دخول شهر رمضان حتى نرى الهلال أو نكمل العدة أي عدة شعبان ثلاثون يوما .
2- حديث أبي هريرة مرفوعا :" صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين " صحيح البخاري .
(فان غبي عليكم) أي لم تروه لوجود حائل فأكملوا عدة شعبان ثلاثين .
4-حديث ابن عباس عن أبي البختري قال: أهللنا رمضان ونحن بذات عرق فأرسلنا رجلا إلى ابن عباس يسأله فقال ابن عباس :قال النبي صلى الله عليه وسلم " أن الله قد أمدّه لرؤيته فان ُأغمي عليكم فأكملوا العدة " صحيح مسلم
5-وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: { مَنْ صَامَ اَلْيَوْمَ اَلَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا اَلْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم } صحيح النسائي
فإذا حصل غيم فنحن في شك هل غدا رمضان أم لا فمن صام فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم.
6-الأصل أن الشهر كامل والأصل أننا في شعبان فلا ننتقل عنه إلا بدليل وأمارة على أنه انتهى وإلا بقينا على ما كنا . ...... وهذا هو القول الصحيح
الرد على رأي الحنابلة
وأما حديث :" فان أغمي عليكم فاقدروا له " فقوله: اقدروا له ليس معناه ضيقوا عليه واجعلوه تسع وعشرين وإنما معناه الحساب لان القدر من معانيه الحساب ومن معانيه التضييق . وهنا معناه احسبوه ثلاثين يوما والدليل هو الروايات الأخرى المصرحة :" فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين " البخاري من حديث أبي هريرة
وهذا رأي الجمهور وهو الصحيح
القول الثالث : إن لم نر الهلال بسبب الغيم ننظر إلى منازل القمر وذلك عن طريق مَعْرِفَة سَيْر الأَهِلة ،
ويُدْرَك ذلك بِأَمْر مَحْسُوس وهو مراقبة النجومَ .
وأولوا حديث " فإن غمّ عليكم فاقدُرُوا له" وقالوا معاناه :أي قدروه بمعرفة منازل القمر،فبمعرفة ذلك يمكننا أن نصل لغلبة ظن أن غدا رمضان .وهو قول ابن سريج من الشافعية .
والجواب عليهم:أن الروايات الصريحة في إكمال شعبان ثلاثين يوما ترد هذا التأويل .
المسالة الثانية : 1-وهل يجوز اعتماد حساب المراصد الفلكية في ثبوت الشهر وخروجه؟
الجواب : وأما إثبات دخول الشهر بالأرصاد الفلكية فهو مما أختلف فيه العلماء المعاصرون بين الإثبات والرد
فمنهم من يثبته ويعتبره مختلفا عن الحساب الذي كان مستعملا في القديم والذي مصدره الحدس والتخمين وأما الحساب الموجود اليوم فهو ذو نتيجة يقينية، فالعلم اليوم يقوم على المشاهدة بوساطة الأجهزة وعلى الحساب الرياضي القطعي فهو يشارك الرؤية في العلة وهي تيقن دخول الشهر فوجب العمل به. (قال به:مصطـفى الزرقـــا وغيره..)
ومنهم من لم ير العمل به وأكتفى بالطريقة الشرعية المسهلة التي يقدر عليها كل إنسان (قال به: اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالسعودية
July 31st, 2011, 02:49 AM
السلام عليكم ..كل عام وانتوا بخير
بس ابي اتاكد متى رمضان هني بامريكا !!! ههههه