تقرير لماذا لا يتوظف العائدون

June 17th, 2012, 01:54 PM

تعرفت على كثير من الشباب الذين لا يجدون وظائف بعدما بذلوا سنوات في الغربة في تحضير دراساتهم العليا، وتعرفت على اخرين وجدوا وظائف بشكل سريع جداً ، فما هو “بعض” الفروق بينهما ؟






بداية هناك جوانب وأسباب عديدة ولكني سأتطرق إلى جانب واحد فقط وهو التالي ….
إن الشركات والجهات التي تستقطب العائدين من الإبتعاث يبحثون عن “جودة التعليم” إن لم يكن بحثاً بالمعنى الحرفي فإن جودته ستتضح لهم من خلال المقابلات أو الإختبارات التي يقيمونها للباحثين عن الوظائف أو في فترات التجربة
فما هي أصلاً (جودة التعليم) التي يبحث عنها المبتعث أثناء دراسته قبل أن تبحث عنها جهات التوظيف والإستقطاب ؟

كما تعلمون أن الجامعات القوية ذات الجودة الأكاديمية المرتفعة دائماً ما تخضع المتقدمين لها لشروط قوية مثل إختبارات معينة ومؤهلات قوية وغيرها، تعتقد أن غالبية المبتعثين يبحثون عن القبول في الجامعات القوية ؟
لا … بل إن كثير من المبتعثين يسعون جاهدين في الحصول بقبول من أي جامعة والسلام.
بالولايات المتحدة ما يزيد عن 4,000 جامعة ووزارة التعليم العالي معتمدة أكثر من 3,000 جامعة منها

1 – المبتعث يبحث عن إعفاء من الإختبارات التي تقيس قدراته.
فمثلاً كثير من التخصصات تتطلب إختبارات مثل جيمات وجيه آر إي والمبتعثون “ليس كلهم” يريدون جامعات تعفي من هذه الإختبارات وأنظر هنا لتعرف ذلك

2 – المبتعث يريد إعفاء من إختبارات اللغة الإنجليزية أو التوفل.
نعم ، فالعديد من المبتعثين يدخل معاهد لغة تعطيه شهادة تقبلها بعض الجامعات بدلاً من الإختبارات الجادة مثل التوفل، ومن ضمن هذه المعاهد معهد شهير ELS المنتشر حول العالم والولايات وغيرها التي ستوفر له شهادة في اللغة الإنجليزية تستطيع أن تعفيه من إختبارات اللغة الإنجليزية في أكثر من 650 جامعة في أمريكا وكندا وأستراليا
وإذا أضطر لإختبار في اللغة ذهب وسجّل في إختبار الأيلتس وليس التوفل لإعتبار أن الأول أسهل بكثير من الثاني كما يتفق كثير ممن جربوا الإثنين، مع العلم أن الثاني تتطلبه أغلب الجامعات القوية في الولايات الامريكية.

3 – الغش !
هل تعتقد أن حالة الغش بين الطلبة السعوديين أنتهت بإنتهاء مراحل الدراسة في صفوف التعليم الثانوي ؟
Think again !
إن حالة الغش لا أشك من الناحية العلمية أنها تصنف كـ”ظاهرة” بين بعض الطلبة السعوديين تبدأ معهم منذ فترة اللغة وحتى بحث التخرج من الماستر !
لقد شهدت في إحدى المدن الصغيرة في ولاية نيوجيرسي معهداً وجامعة يحويان ما يزيد عن 100 طالب وطالبة سعودية يتقنون الغش بأساليب عجيبة ! تبدأ بحصول بعضهم على نسخ إختبارات تحديد مستوى اللغة، ثم يتداولون نسخ إختبارات كل مرحلة دراسية في اللغة، وهي 12 مرحلة يملك المعهد لأغلب المراحل 4 نماذج إختبارات موحدة بين عدد من فروعه، ثم وصل الأمر أن أحد الطلاب أشترى من رجل عربي شهادة آيلتس مزورة وقد أكُتشف أمره لاحقاً، هل تتخيل ذلك ؟ وهذا يمارس من بعض الطلاب والطالبات على حد سواء
هؤلاء عندما يغشون وهم شباب صغار أتأكد أنهم عندما يصبحون مسؤولين سيصبحون فاسدون كبار !

ثم يعود كثير من المبتعثين يحصلون على عدد من المقابلات الشخصية العديدة المتتالية التي تنهمر عليه بسبب أنه خريج أمريكا وماستر في تخصصه، ولكن البعض لا يجد بعد المقابلة الوظيفة التي يريدها، والسبب أنه في المقابلة لم يتحدث الإنجليزية جيداً أو أنه لم يجب على الأسألة الموجهة في تخصصه وبعدها يكتب أحد الإعلاميين في صحيفة إلكترونية أو في تويتر “مبتعث يحمل الماجستير من أمريكا يسجل في حافز” !
كيف يريدون هؤلاء الطلبة أن يجدوا وظائف عندما يعودون؟ هؤلاء لا يبحثون فقط عن شهادة وإنما يبحثون عن ورقة بأرخص ثمن !

أنا لم أكتب هذه التدوينة لأكون أحد الجناة على برنامج الإبتعاث ، أبداً ، فأنا أرى أن البرنامج بحق هو أفضل ما قدم للشباب السعودي منذ تأسيس الدولة ولكن كتبتها حتى عندما يقرأها المبتعث أو من هو على وشك الإبتعاث يعيد حساباته بإختياره لجودة تعليم قوية
فجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعات السعودية الأخرى تعتبر أقوى بكثير من كثير من الجامعات الأمريكية! حقاً، التي يكون مستواها منخفض طبعاً.

كاتب المقال
فؤد سندي
أكون أو لا أكون فؤاد سندي | مدونة وبودكاست فؤاد

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل