ثقافة الرقيب

March 27th, 2014, 11:22 PM

من أكثر الأمور عجبا بالنسبة لي هنا، هي ثقافة لدى كثيرا من الناس وهي ثقافة الرقيب وهي ثقافة ممتدة أساسا من مجتمعنا حيث نجد ملايين الكتابات تبرهن ذلك على شكل اما تغريدات او رسائل نصية عبر وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة ، لكن ماهي هذه الثقافة؟

سمعت حوار بين شابين قبل أيام في مكان ما وكان الحوار بالعامية كالتالي:
"تلقاه مبسوط جالس معاهم ال....." ( اعتذر عن ذكر الكلمة لانها عنصرية)
" يا رجال مين قده!"

وكان الحوار بشأن وجود فتيات سعوديات على طاولة يتحدثن مع بعضهم البعض وفي الطاولة رجل غير عربي أسود يتحدثن معه ايضا.
وهذا النقاش مهما اختلفت الكلمات دائما اسمعه! فالبعض أشغل نفسه بمراقبة الآخرين وبالتحديد بمراقبة بعضنا البعض. الشاب لا هم له الا ماذا فعلت او قالت او تصرفت او لبست الفتاة السعودية والفتاة اشغلت نفسها ايضا بما يفعل الشاب السعودي! فاذا دخل مكان ما ومعه فتاة امريكية مثلا فالعيون تراقبه وتستهجن تصرفه وان كان لم يفعل شيئا! وكذلك الفتاة ان ضحكت او تكلمت بصوت مرتفع تكلم فيها الشاب. ولست ابالغ ان قلت انني مللت من كثرة حديث بعضنا في بعض! لماذا لا يوجد لدينا احترام حرية الآخرين؟ لماذا وكلنا أنفسنا بمتابعة ما يفعله الآخر؟


مفهوم احترام خصوصية الآخر يكاد يكون معدوما! ونحتاج لزرع القيمة هذه في داخلنا. ليس من شأنك لبس او كلام الآخر!
ومن العجيب ان البعض يطرح تعجبه من تصرف ما تفعله فتاة ويستخدم الدين في هذه الحالة لتبرير تعجبه ومع ذلك فهو قد يكون لديه ما يعيبه ولا أقول اننا قد نخلو من العيوب نحن بشر مهما كان ولكن ربما ما تراه عيبا هو أمر طبيعي لا حرج منه!

والأمر قد تفاقم بطريقة مقززة فما يدخل شاب مكان وهناك فتاة سعودية الا وينظر اليها مرارا وتكرارا ! لم نتعلم احترام بعضنا البعض!
وليس الشاب فقط من يفعل ذلك! الثقافة موجودة عند عدد كبير من البنات! اشغلن انفسهن بالشاب السعودي فبعضهن لا يشعرن بالراحة من وجوده بالجوار وخصوصا اذا كان في نفس الفصل الدراسي. فهي تشعر بهذه الثقافة ثقافة الرقيب وكأنه سوف يعاقبها!
فلماذا يتضايق بعض الشباب عندما تتحدث فتاة سعودية مع شخص غير سعودي؟ ولماذا تصف الفتاة السعودية الشاب السعودي بأوصاف مشينه اذا اشترى لصديقته الامريكية كوبا من القهوة؟ لماذا اشغلنا أنفسنا بما نفعل؟

يقول لي أحد الاشخاص انه هناك تجمعا نسائيا اسبوعيا من المتزوجات كل مرة في بيت واغلب ما يتم طرحه هو ليس مافعله البعض من زيارة المتاحف او السفر او الانشطة الجديدة في تلك المدينة انما ماذا فعل ذلك الشاب وماذا فعلت تلك الفتاة وماذا اشترو وماذا قالو!
ربما لمجتمعنا دور في ترسيخ هذه الثقافة فلا يحترم خصوصية الشاب او الفتاة في غرفهم ولا حسابات التواصل الاجتماعية فنجد الكثير لديه اكثر من ايميل واكثر من حساب فيسبوك او تويتر. ربما تخلص البعض من هذه الثقافة واصبحت ثقتهم بأنفسهم عالية ومع ذلك فهي موجودة بكثرة.
نحتاج لتعلم ثقافة الاحترام وعدم التدخل في شؤون الاخرين وأقصد بالآخرين ( السعوديين)!!!

ملاحظة:
ما أكتبه هنا يعبر عن وجهة نظري الشخصية واختلاف الاراء وارد لكن تحويل الحوار وجعله شخصي والقدح في الشخص نفسه هذا أمر غير مقبول لا دينيا ولا انسانيا لذا فلنجعل لغة الطرح راقية!

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل