مبتعث مجتهد Senior Member
أستراليا
فاتك , ذكر. مبتعث مجتهد Senior Member. من السعودية
, مبتعث فى أستراليا
, تخصصى قانون
, بجامعة ام القرى
- برزبن, كوينز لاند
- السعودية
- Jul 2008
المزيدl October 18th, 2008, 04:30 PM
October 18th, 2008, 04:30 PM
احد المبتعثين السعوديين الذين سافروا الى امريكا قبل سنوات , وكان وقتها صغيرا في السن يلعب به جنون الشباب كما تلعب الريح باوراق الشجر . تعرف أثناء دراسته في أمريكا على فتاة جميلة ناعمة وجد فيها من صفات الجمال مااسر فؤاده وسلب عقله وشل تفكيره. لم تكن تلك الفتاة احدى فتيات النوادي وبنات الليل كما قد يظن البعض حينما يسمع عن فتاة امريكية تتزوج سعوديا. ولم تكن تلك الفتاة سيدة كبيرة قد يئست من أن تجد رجلا يؤويها حتى ترمي نفسها على هذا السعودي الذي قد يرضى بالقليل. ولم تكن تلك الفتاة مسلمة حينذاك لتبحث عن أي شخص مسلم يعينها على امور دينها. ولكنها وبكل صدق .... فتاة لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها, جميلة , ذكية , تعرف عليها عن طريق العائلة التي سكن معها فقد كانت بنتا لجيران تلك العائلة. كانت السيدة العجوز التي سكن في بيتها ليتعلم اللغة تنصحه بأن لايتزوج أمريكية , لان فرق الثقافات والعادات كبير بين الطرفين كما قالت. سمع الشاب ماقالت تلك العجوز , ولكنه سمعه باذنيه ولم يعيه قلبه . مرت الايام على هذا الشاب مع خطيبته كأجمل الاحلام , فقد قابلت حبه بعشق واخلاص . كانت تتلذذ بخدمته , وتفرح بلقياه , وتتفانى في مساعدته الى درجة لم يكن يتصورها ذلك الشاب الذي لم يعرف النساء قبلها الا أن تكون اما او أختا. مرت الايام .. واتفقا على الزواج ,,ولكن , بقيت عقبة واحدة تقف حائلا دون اتمام ذلك الزواج ... صارحها بأنه لايستطيع أخذها معه والرجوع الى أهله ان لم تعتنق الاسلام . لم تتردد تلك الفتاة لحظة واحدة , فقد أعلنت له أنها على دينه ودين اباءه واجداده. المهم أن لايعيق زواجهما شيء. وهكذا أكمل معها مابقي من مدة الدراسة , وقد علمها كثيرا من أمور دينها , وقد كانت هي كذلك خير معين له على دراسته طيلة فترة الدراسة. رزقه الله بطفلين جميلين طغى حبهما على قلبه فقد جمعا بين صفات ابيهما العربية وصفات امهما الرومية . سمى مولوده الذكر زياد , اما البنت فقد اختار مع زوجته لها اسما عالميا له مدلولاته العربية وله مدلولاته الغربية كنوع من التسوية بين الطرفين ولذلك اسموها ياسمين, والامريكان يسمونها جاسمين. وبما أنهما مولودان على الاراضي الامريكية فقد منحا جوازين امريكيين . كان دائما يتصل على امه ويخبرها انها سترى أطفاله قريبا وسترى زوجته الامريكية التي بدأت تتعلم بعض المفردات والمصطلحات السعودية لكي تفاجيء ام زوجها كما تقول . ومرت الايام , وعاد الى السعودية . وتعرف اهله على زوجته وتعرفت عليهم . كانت في غاية الانبساط ولكنها كانت ايضا متفاجئة جدا من سيطرة المناخ الصحراوي على كل شيء تقريبا ,,, حاولت أن تتاقلم مع هذا الجو الجديد , , وحاولت أن تستبدل هوايتها القديمة في التزحلق على الجليد بأخرى مشابهة ولكن على طعوس الرمال . كان هذا الشاب يحاول بكل مايستطيع أن يوفر لها الجو المناسب , ولكن " مايصح الا الصحيح " فقد كانت من قبل لاتخرج من البيت الا ومظلة المطر معها حتى لاتتساقط عليها الثلوج الكثيفة. فلم تجد بعد مجيئها الا عجا ورمالا لايقف في طريقة مظلات الدنيا. لم يكن يمر عليها ستة اشهر في أكثر الاحوال حتى تسافر لقضاء بعض الوقت مع عائلتها في امريكا. وفي بعض الاحيان لايستطيع هذا الشاب أن يذهب معها , فتذهب لوحدها مع الاطفال وتعود كذلك بنفس الطريقة. بعد مرور خمس سنوات أو أكثر اخبرت زوجها بأنها فعلا قد تكيفت مع هذا الجو ومع أهله واقاربه وخاصة ان كثير منهم يتحدثون الانجليزية بطلاقة , اضافة الى ماتعلمته هي من مصطلحات عربية كثيرة. ولكنها ابدت امتعاضها من بعض الاشياء وطريقة العيش في السعودية . كانت تلك المرة الاولى التي تصارحه فيها بذلك. حاول أن يقنعها بأن الزمن كفيل بحل تلك المشكلة . ولكن تلك الخمس سنوات كانت زمنا طويلا وأي زمن على تلك الفتاة. أخيرا...باحت بما لم تبح به من قبل ....... أقترحت عليه أن يهاجر الى امريكا وستبحث له عن عمل جيد في أمريكا وربما افضل من عمله الحالي . لم يصدق الشاب أذنيه , فحتى لو كانت تلك الفتاة تمزح , فهذا يعني أنها قد بدأت تفكر في الامر وهذا بحد ذاته أمر خطير ومقلق . أخبرها بكل وضوح أنه سعودي ولايستطيع بحال من الاحوال ترك بلده للابد وان امر هجرته أو حتى سفره للعمل في أمريكا هو أمر مستحيل , وطلب منها عدم التفكير في ذلك الامر المزعج بتاتا. مرت اربعة اشهر منذ اخر مرة تكلما في ذلك الموضوع , وحان موعد سفرها لقضاء الاجازة مع اهلها في امريكا . كان الشاب متوجسا من تلك السفرة , وحاول أن يؤخرها قليلا ولكنها اصرت فاضطر للموافقة خوفا من أن يتحول النقاش الى شجار . بعد مرور شهر كامل على سفر زوجته وولديه الى امريكا سافر اليهما وقضى معهم بعض الايام ليعيد بعض الذكريات الجميلة التي قضوها من قبل في تلك المدينة الجميلة . اثارت الموضوع مرة أخرى امام اهلها , وطلبت منه أن يبحث عن عمل داخل امريكا , لانها قد سئمت من العيش في السعودية ولم تعد تتحمل البقاء هناك لشهر واحد. حاول تهدئتها وحاول احتواء الموضوع الى حين رجوعهم الى السعودية ولكنها اصرت على موقفها واخبرته أن يذهب لوحده ان شاء ويفكر في موضوع الانتقال للعيش في امريكا. وطلبت منه أن يتصل من السعودية قبل قدومه مرة اخرى حتى تبحث له عن عمل . ودع أطفاله ...زياد الذي شارف على السابعة من العمر تقريبا , وياسمين التي تصغره بسنة واحدة فقط , كان عليه أن يغادر قبل أن تسوء الامور فهو لايريد أن يقطع حبل الود بينهما وخاصة انهم الان على الاراضي الامريكية وهو لايملك حتى جوازا امريكيا. قبل أن يغادر قبّل طفليه واحتضنهما بلهفة كبيرة وزفرات تحرك معها قلبه من مكانه. , وخاصة أن زياد قد اعتاد على مرافقة ابيه في كل مرة يذهب فيها الى المسجد اوالى السوق او غيرها من الاماكن ولذلك كان زياد حزينا لذهاب والده الى السعودية دون أن ياخذهم معه. ولم ينس زياد ان يسأل اباه متى سيأتي لاخذهم الى السعودية !! لم تكن ياسمين اقل تعلقا من زياد بابيها فكما قيل كل فتاة بابيها معجبة فقد كانت ياسمين تدلل اباها تماما كما تفعل امها , فتدلك قدميه وتسرح شعره , مع مايتعرض له من الالم " اللذيذ " على قلبه من مشطها الصغير الذي تحفر به راسه . أخرج جواله من جيبه ثم أخذ لهما صورة أخيرة لعلها تطفيء تلك اللهفة وتطرد ماسيطر عليه من افكار ذهبت به كل مذهب. رجع الى السعودية , وبعد شهر اتصلت عليه زوجته من امريكا وسألته ان كان قد اتخذ قراره الصحيح . فأخبرها أنه لم يقرر بعد وحاول أن يثنيها عن قرارها ولكن دون فائدة. اصبح يتصل على زوجته كل يومين او ثلاثة للاطمئنان على زياد وياسمين . لم ينس زياد ولا ياسمين سؤالهما الذي طالما ابكى الاب المكلوم " ابوي .. متى راح تجي تاخذنا !! " ولم يكن عنده اجابة شافية , فقد كان هو نفسه لايملك الاجابة . مرت أكثر من 4 اشهر ولم يتغير موقف الزوجة , وحينها كان قد وصل الشوق بهذا الاب لابناءه الى درجة كبيرة فقرر السفر الى امريكا لرؤيتهم وقضاء بعض الوقت معهم. اتصل على زوجته واخبرها أنه سيزورهم قريبا . ولكن لم تكن زوجته ساذجة كما كان يعتقد. فقد اخبرته أنهم قد غيروا سكنهم وانها لن تقابله الا في حالة واحدة فقط وهي أن يكون قد أحضر معه أوراق الانتقال الى امريكا. شعر هذا الاب وكانما اخترق قلبه سهما من نار محرقة. اتصل عليها بعد اسبوع , ولكنها لم ترد , اتصل مرتين وثلاثا وعشرا ولكنها في النهاية اقفلت الجوال ولم تعد ترد عليه أو تتصل به. ومرت الايام على هذا الاب المكلوم وكأنها دهور طويلة , يرى كل طفل يلعب في الشارع زياد ويرى كل بنت فوق ذراعي والدها ياسمين , قرر الاب السفر الى امريكا والبحث عن أطفاله باي طريقة كانت فقد بلغ به الشوق مبلغه واخذ منه الحزن ماخذه توجه الى السفارة للحصول على فيزة دخول الى امريكا . ولكن كان له موعد اخر مع الحزن , فقد قوبل طلبه للحصول على الفيزا بالرفض دون ابداء الاسباب . عاد الى البيت والهم يلفه والحزن يعصر قلبه. حاول ان يجد له واسطة لدى السفارة , ولكن من يتجرأ على التوسط في مثل هذا الامر. بعد مدة تقدم بطلب اخر , فكانت القاصمة أنه قد قوبل بالرفض أيضا. وحينها شعر وكأن زوجته قد تقدمت ببلاغ أمني ضده وادعت انه ينوي اختطاف الاطفال. ولكن السفارة لم تذكر له أي شيء من ذلك وانما كان استنتاجا شخصيا منه. قبل ثلاثة اشهر من الان , كانت هي المرة السادسة التي يتقدم فيها الى السفارة للحصول على طلب الدخول الى امريكا وكسابقتها ختمت بالرفض . الاب يشعر بحالة من الياس تفوق قدرته على المقاومة , ولايمر عليه لحظة ولا دقيقة الا ويفكر في زياد وياسمين وماذا يأكلان واين ينامان وكيف يعيشان ومن يشرف على تربيتهم!! مرت أكثر من سنة منذ اخر مرة راى فيها طفليه. كل يوم يتوجه الى امه ليبثها حزنه وهمه فلا أحد غيرها يشعر بمافي قلبه , يسأل امه .....يا أمي هل تعتقدين أن طفلي زياد لايزال يتذكرني ان راني !!! وماذا عن طفلتي ياسمين .يا أمي ...اخاف أن تنساني !! وماذا سينفعني ان كبروا وقد نسوا تلك السنوات التي عاشوها معي وبين احضاني يا أمي هل سينشأ ابني زياد امريكيا لايعرف شيئا عن ابيه ولا يتذكر عنه شيئا!!! هل ستعيش ياسمين يا أمي في تلك الثقافة الغربية وتنسى مابذرته فيها من الحياء والعفة !! ااااه يا أمي ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ولايزال ...هذا الشاب يتردد على السفارة لعل الله يسخر له فرجا ليلقي نظرة الابوة الحانية على طفليه ويشفي غليله من ضمهما ولمس ايديهما وتقبيل خدودهما. لامزيد لدي ........ أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت دعواتكم.. أن يجمع الله الأسرى باحبابهم نقل لا تحرموني من مشاركاتكم ... ولو بكلمة فاتك الله يكون بعونه ويفرجها عليه.....
من جد مصيبه ووضعه صعب...
لا حول ولا قوة الا بالله....
Zeelamsee October 18th, 2008, 04:45 PM
7 " لابد من تحكيم العقل قبل العاااااطفــــــــه ..حتى وان كان الثمن ان يتحسر القلب قليلا
فحسره لحظات معدوده افضل من نار تشتعل مدى العمر....
أسال الله أن يحمي أبناء وبنات المسلمين ....
شكــــــرآ لكــ أخي على هذا الموضوع المميز....
شهدالجنه October 18th, 2008, 04:47 PM
7 " الله يستر علينا وعلى اولادنا
من ملذات امريكا بالذات الشباب الله يهديهم
lolycat October 18th, 2008, 05:54 PM
7 " مانقول غير لا حول ولاقوة الا بالله..
ربي يجمع بينهم على خير..
lammo October 18th, 2008, 08:25 PM
7 "
October 18th, 2008, 04:30 PM
احد المبتعثين السعوديين الذين سافروا الى امريكا قبل سنوات , وكان وقتها صغيرا في السن يلعب به جنون
الشباب كما تلعب الريح باوراق الشجر .
تعرف أثناء دراسته في أمريكا على فتاة جميلة ناعمة وجد فيها من صفات الجمال مااسر فؤاده وسلب عقله وشل تفكيره.
لم تكن تلك الفتاة احدى فتيات النوادي وبنات الليل كما قد يظن البعض حينما يسمع عن فتاة امريكية تتزوج سعوديا.
ولم تكن تلك الفتاة سيدة كبيرة قد يئست من أن تجد رجلا يؤويها حتى ترمي نفسها على هذا السعودي الذي قد يرضى بالقليل.
ولم تكن تلك الفتاة مسلمة حينذاك لتبحث عن أي شخص مسلم يعينها على امور دينها.
ولكنها وبكل صدق .... فتاة لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها, جميلة , ذكية , تعرف عليها عن طريق
العائلة التي سكن معها فقد كانت بنتا لجيران تلك العائلة.
كانت السيدة العجوز التي سكن في بيتها ليتعلم اللغة تنصحه بأن لايتزوج أمريكية , لان فرق الثقافات
والعادات كبير بين الطرفين كما قالت.
سمع الشاب ماقالت تلك العجوز , ولكنه سمعه باذنيه ولم يعيه قلبه .
مرت الايام على هذا الشاب مع خطيبته كأجمل الاحلام , فقد قابلت حبه بعشق واخلاص .
كانت تتلذذ بخدمته , وتفرح بلقياه , وتتفانى في مساعدته
الى درجة لم يكن يتصورها ذلك الشاب الذي لم يعرف النساء قبلها الا أن تكون اما او أختا.
مرت الايام .. واتفقا على الزواج ,,ولكن , بقيت عقبة واحدة تقف حائلا دون اتمام ذلك الزواج ...
صارحها بأنه لايستطيع أخذها معه والرجوع الى أهله ان لم تعتنق الاسلام .
لم تتردد تلك الفتاة لحظة واحدة , فقد أعلنت له أنها على دينه ودين اباءه واجداده. المهم أن لايعيق زواجهما شيء.
وهكذا أكمل معها مابقي من مدة الدراسة , وقد علمها كثيرا من أمور دينها , وقد كانت هي كذلك خير معين له
على دراسته طيلة فترة الدراسة.
رزقه الله بطفلين جميلين طغى حبهما على قلبه فقد جمعا بين صفات ابيهما العربية وصفات امهما الرومية .
سمى مولوده الذكر زياد , اما البنت فقد اختار مع زوجته لها اسما عالميا له مدلولاته العربية وله
مدلولاته الغربية كنوع من التسوية
بين الطرفين ولذلك اسموها ياسمين, والامريكان يسمونها جاسمين.
وبما أنهما مولودان على الاراضي الامريكية فقد منحا جوازين امريكيين .
كان دائما يتصل على امه ويخبرها انها سترى أطفاله قريبا وسترى زوجته الامريكية التي بدأت تتعلم
بعض المفردات والمصطلحات السعودية
لكي تفاجيء ام زوجها كما تقول .
ومرت الايام , وعاد الى السعودية . وتعرف اهله على زوجته وتعرفت عليهم . كانت في غاية الانبساط ولكنها
كانت ايضا متفاجئة جدا من سيطرة المناخ الصحراوي على كل شيء تقريبا ,,,
حاولت أن تتاقلم مع هذا الجو الجديد , , وحاولت أن تستبدل هوايتها القديمة في التزحلق على الجليد بأخرى
مشابهة ولكن على طعوس الرمال .
كان هذا الشاب يحاول بكل مايستطيع أن يوفر لها الجو المناسب , ولكن " مايصح الا الصحيح "
فقد كانت من قبل لاتخرج من البيت الا ومظلة المطر معها حتى لاتتساقط عليها الثلوج الكثيفة.
فلم تجد بعد مجيئها الا عجا ورمالا لايقف في طريقة مظلات الدنيا.
لم يكن يمر عليها ستة اشهر في أكثر الاحوال حتى تسافر لقضاء بعض الوقت مع عائلتها في امريكا.
وفي بعض الاحيان لايستطيع هذا الشاب أن يذهب معها , فتذهب لوحدها مع الاطفال وتعود كذلك بنفس الطريقة.
بعد مرور خمس سنوات أو أكثر اخبرت زوجها بأنها فعلا قد تكيفت مع هذا الجو ومع أهله واقاربه
وخاصة ان كثير منهم يتحدثون الانجليزية بطلاقة ,
اضافة الى ماتعلمته هي من مصطلحات عربية كثيرة.
ولكنها ابدت امتعاضها من بعض الاشياء وطريقة العيش في السعودية . كانت تلك المرة الاولى التي
تصارحه فيها بذلك. حاول أن يقنعها بأن الزمن كفيل بحل تلك المشكلة . ولكن تلك الخمس سنوات
كانت زمنا طويلا وأي زمن على تلك الفتاة.
أخيرا...باحت بما لم تبح به من قبل ....... أقترحت عليه أن يهاجر الى امريكا وستبحث له عن عمل جيد في
أمريكا وربما افضل من عمله الحالي .
لم يصدق الشاب أذنيه , فحتى لو كانت تلك الفتاة تمزح , فهذا يعني أنها قد بدأت تفكر في الامر وهذا بحد ذاته
أمر خطير ومقلق . أخبرها بكل وضوح أنه سعودي ولايستطيع بحال من الاحوال ترك بلده للابد وان
امر هجرته أو حتى سفره للعمل في أمريكا هو أمر مستحيل ,
وطلب منها عدم التفكير في ذلك الامر المزعج بتاتا.
مرت اربعة اشهر منذ اخر مرة تكلما في ذلك الموضوع , وحان موعد سفرها لقضاء الاجازة
مع اهلها في امريكا . كان الشاب متوجسا من تلك السفرة , وحاول أن يؤخرها قليلا ولكنها اصرت
فاضطر للموافقة خوفا من أن يتحول النقاش الى شجار .
بعد مرور شهر كامل على سفر زوجته وولديه الى امريكا سافر اليهما وقضى معهم بعض الايام ليعيد بعض
الذكريات الجميلة التي قضوها
من قبل في تلك المدينة الجميلة .
اثارت الموضوع مرة أخرى امام اهلها , وطلبت منه أن يبحث عن عمل داخل امريكا , لانها قد سئمت من العيش
في السعودية ولم تعد تتحمل البقاء هناك لشهر واحد. حاول تهدئتها وحاول احتواء الموضوع الى
حين رجوعهم الى السعودية ولكنها اصرت على موقفها واخبرته
أن يذهب لوحده ان شاء ويفكر في موضوع الانتقال للعيش في امريكا.
وطلبت منه أن يتصل من السعودية قبل قدومه مرة اخرى حتى تبحث له عن عمل .
ودع أطفاله ...زياد الذي شارف على السابعة من العمر تقريبا , وياسمين التي تصغره بسنة واحدة فقط ,
كان عليه أن يغادر قبل أن تسوء الامور فهو لايريد أن يقطع حبل الود بينهما وخاصة انهم الان على
الاراضي الامريكية وهو لايملك حتى جوازا امريكيا.
قبل أن يغادر قبّل طفليه واحتضنهما بلهفة كبيرة وزفرات تحرك معها قلبه من مكانه.
, وخاصة أن زياد قد اعتاد على مرافقة ابيه في كل مرة يذهب فيها الى المسجد اوالى السوق او غيرها
من الاماكن ولذلك كان زياد
حزينا لذهاب والده الى السعودية دون أن ياخذهم معه. ولم ينس زياد ان يسأل اباه متى سيأتي لاخذهم الى السعودية !!
لم تكن ياسمين اقل تعلقا من زياد بابيها فكما قيل كل فتاة بابيها معجبة فقد كانت ياسمين تدلل اباها تماما كما تفعل امها ,
فتدلك قدميه وتسرح شعره , مع مايتعرض له من الالم " اللذيذ " على قلبه من مشطها الصغير الذي تحفر به راسه .
أخرج جواله من جيبه ثم أخذ لهما صورة أخيرة لعلها تطفيء تلك اللهفة وتطرد ماسيطر عليه من افكار ذهبت
به كل مذهب. رجع الى السعودية , وبعد شهر اتصلت عليه زوجته من امريكا وسألته ان كان قد اتخذ قراره
الصحيح . فأخبرها أنه لم يقرر بعد وحاول أن يثنيها عن قرارها ولكن دون فائدة. اصبح يتصل على زوجته
كل يومين او ثلاثة للاطمئنان على زياد وياسمين .
لم ينس زياد ولا ياسمين سؤالهما الذي طالما ابكى الاب المكلوم " ابوي .. متى راح تجي تاخذنا !! "
ولم يكن عنده اجابة شافية , فقد كان هو نفسه لايملك الاجابة .
مرت أكثر من 4 اشهر ولم يتغير موقف الزوجة , وحينها كان قد وصل الشوق بهذا الاب لابناءه الى درجة
كبيرة فقرر السفر الى امريكا لرؤيتهم وقضاء بعض الوقت معهم. اتصل على زوجته واخبرها أنه سيزورهم قريبا .
ولكن لم تكن زوجته ساذجة كما كان يعتقد. فقد اخبرته أنهم قد غيروا سكنهم وانها لن تقابله الا في حالة
واحدة فقط وهي أن يكون قد أحضر معه أوراق الانتقال الى امريكا.
شعر هذا الاب وكانما اخترق قلبه سهما من نار محرقة.
اتصل عليها بعد اسبوع , ولكنها لم ترد , اتصل مرتين وثلاثا وعشرا ولكنها في النهاية اقفلت الجوال
ولم تعد ترد عليه أو تتصل به. ومرت الايام على هذا الاب المكلوم وكأنها دهور طويلة ,
يرى كل طفل يلعب في الشارع زياد ويرى كل بنت فوق ذراعي والدها ياسمين ,
قرر الاب السفر الى امريكا والبحث عن أطفاله باي طريقة كانت فقد بلغ به الشوق مبلغه واخذ منه الحزن ماخذه
توجه الى السفارة للحصول على فيزة دخول الى امريكا . ولكن
كان له موعد اخر مع الحزن , فقد قوبل طلبه للحصول على الفيزا بالرفض دون ابداء الاسباب .
عاد الى البيت والهم يلفه والحزن يعصر قلبه. حاول ان يجد له واسطة لدى السفارة , ولكن من يتجرأ على التوسط
في مثل هذا الامر. بعد مدة تقدم بطلب اخر , فكانت القاصمة أنه قد قوبل بالرفض أيضا.
وحينها شعر وكأن زوجته قد تقدمت ببلاغ أمني ضده وادعت انه ينوي اختطاف الاطفال.
ولكن السفارة لم تذكر له أي شيء من ذلك وانما كان استنتاجا شخصيا منه.
قبل ثلاثة اشهر من الان , كانت هي المرة السادسة التي يتقدم فيها الى السفارة للحصول
على طلب الدخول الى امريكا وكسابقتها ختمت بالرفض .
الاب يشعر بحالة من الياس تفوق قدرته على المقاومة , ولايمر عليه لحظة ولا دقيقة الا ويفكر في زياد وياسمين
وماذا يأكلان واين ينامان وكيف يعيشان ومن يشرف على تربيتهم!!
مرت أكثر من سنة منذ اخر مرة راى فيها طفليه.
كل يوم يتوجه الى امه ليبثها حزنه وهمه فلا أحد غيرها يشعر بمافي قلبه ,
يسأل امه .....يا أمي هل تعتقدين أن طفلي زياد لايزال يتذكرني ان راني !!!
وماذا عن طفلتي ياسمين .يا أمي ...اخاف أن تنساني !!
وماذا سينفعني ان كبروا وقد نسوا تلك السنوات التي عاشوها معي وبين احضاني
يا أمي هل سينشأ ابني زياد امريكيا لايعرف شيئا عن ابيه ولا يتذكر عنه شيئا!!!
هل ستعيش ياسمين يا أمي في تلك الثقافة الغربية وتنسى مابذرته فيها من الحياء والعفة !!
ااااه يا أمي ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا
ولايزال ...هذا الشاب يتردد على السفارة لعل الله يسخر له فرجا ليلقي نظرة الابوة الحانية على طفليه
ويشفي غليله من ضمهما ولمس ايديهما وتقبيل خدودهما.
لامزيد لدي ........
أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت
دعواتكم.. أن يجمع الله الأسرى باحبابهم
نقل
لا تحرموني من مشاركاتكم ... ولو بكلمة
فاتك