وفي النهاية يقدر الله لنا الأمر ونعزم على السفر
–
السفر !!
يالله .. أول مرة في حياتي كلها أغادر حدود موطني !!
وإلى أين ؟!!
بريطانيا … !!
اتصالات واستفسارات هنا وهنااااااااك .. من راح وش صار وو وو
مخاوف تحاصرنا ولا عجب !!
نحن ذاهبون إلى بريطانيا … ……
****–
زوجي الملتحي !!
عبائتي !!
طفلتي الرضيعة
ثلاثي مخيف افكر فيه كلما وضعت رأسي على مخدتي ..
ماذا لو آذى أحد من الناس زوجي لأنه ملتحي وملتزم فهو مسلم !!
ماذا لو ذهبت بطفلتي لمستشفياتهم فأعطوها سم بدل العلاج لأنها مسلمة ؟
ماذا سيفعلون بي وبحجابي ؟
يالله .. وكلت الأمر لك ..
****
حان الرحيل ..
لن اغير عبائتي السوداء الفضفاضه التي تغطيني من رأسي وحتى قدمي .. لن البس نقاب ..
لن اخلع شرابي الأسود .. وكذلك جزمتي السوداء .. وتنورتي السوداء ..
لن أفعل ..
وليكن ما يكون بعدها .. فقد سلمت امري ..
فالله يدافع عن الذين آمنوا …
—
ركبنا الطيارة وفيها عرب كثير واجانب .. ..
هانحن فوق اجواء ” لندن ” ..
لندن يانفسي وأنت بعبائتك السوداء .. !!
وصلنا بعد رحلة 9 او 8 ساعات متعبة ..
نتجهز الآن لمغادرة الطائرة وسنقابل ” أعدئنا الكافرين “
اعاننا الله عليهم وكفانا شرهم ..
<< هكذا كنت أقول .. والآن اضحك على نفسي !!
يالله !!
هذي عائلة الفلان اللي كانوا راكبين ورانا هم وعيالهم !!
تخيلوا .. !!
بناطيل وبلايز بدون حجاب ولا حتى تستر !!
وأنا بحجابي الأسود .. يالله وش بيسوون فيني هالكافرين –
وقفنا لإتمام إجراءات الوصول .. أعاننا الله الآن سيبدأ التحقيق معنا ومحاولة مضايقتنا >> هكذا كنت افكر !
بإبتسامة هادئة نظر لنا الموظف .. ثم طلب منا التقدم ..
احضن طفلتي بقوة فكلي ارتعش .. ولي حق !!
بكل هدوء يتحدث مع احمد ثم يطلب مني كشف وجهي ليتحقق من ” جواز سفري ” >> يالله لقد قال لنا موظف مطار الرياض لا تقولون لهم لا في شيء ولا تمزحون معهم !!
فطلب احمد منه ان ينادي موظفه لأننا مسلمين .. >> الله يستر !!
بكل ابتسامة و هدوء نادى لنا الموظفة وتم التحقق مني !!
<< ماذا حدث !! الحمد لله مرت بسلام
بدأ الخوف يتلاشى مني أحسست بهدوء عجيب يتملكني ..
بعد قليل لاحظت كل من يمر حولي يلقي بنظرة باسمة لطفلتي .. بعد أن يمر نظره علي بهدوء ..
ثم اكملنا إجراءات المطار بسلام ويسر وسهوله ولم يجد حجابي منهم إلا الإحترام والحمد لله ..
بعد أن استقرت أمورنا بفضل الله ثم بمساعدة بعض الإخوة هنا كان لابد من بعض الإجراءات الازمه مثل :
التسجيل لدى الشرطة !!
<< ياربي .. الشرطة مرة وحدة .. !!
التسجيل في المستشفى من أجل تطعيمات ” أريام ” المتأخرة !!
<< أريام ومستشفى هذا ماكنت افكر فيه وأخشاه ..
بدأت خيلاتي ومخاوفي في السعودية بالتحقق الآن ..
ياربي ماذا سيحدث دخلنا الشرطة وأنا بعبائتي السوداء ولم أجد الا الإحترام والتقدير ,,
ذهبت المستشفى بطفلتي لفتح الملف ولم اجد الا المحبة والتقدير .. ولمسات الحنان لطفلتي وكأنها طائر مدلل بين يديهم
فقلت في نفسي أنا لم اذهب الا لموظفين يجبرهم النظام على احترامي ..
————-
تجرأت فذهب لأتسوق لأرى الناس بدون قيود النظام ..
فماذا رأيت ؟
لا أدري كيف أصف لطفهم .. أو إحترامهم .. أو تعاملهم الراقي .. سواء لي او لزوجي أو لطفلتي ..
شعب اخذوا منا كل شيء .. حتى أخلاقنا ..
وخسرنا نحن كل شيء .. حتى أخلاقنا ..
للأسف !!
من الموقف :
- لا أذهب لأي مكان إلا وتغدوا أريام الصغيرة فاكهة المكان .. فالكل ينظر إليها بحب وحنان ورحمة .. حتى أذكر ان عجوز في المتجر ظلت تلاحقنا
وتلاعبها حتى خرجنا ..
- في اماكن التنزه نقوم بتصوير الطبيعة ولاحظت ان الناس ايضا يقومون بتصويري .. !!
- دخلنا مرة المستوصف ومرة محل ملابس وكان هناك اطفال مع ابائهم فلما رأوني بادروا بسؤال اهليهم عني .. فسمعتهم يقولون إنها مسلمة !!
الله أكبر ما اسعدني وانا اضع علامة استفهام في عقل ذالك الطفل عن الإسلام ..
- بالأمس ذهبنا لمتحف رائع يضم بعض تاريخهم وفيه منجم وحظائر الحيوانات وكأنك تعيش معهم والحقيقة كان ممتع للغاااااااااااااااااااااية ..
العجيب فيه ..
ونحن نتمشى قدمت إلينا عجوز كبيرة ومعها زوجها ” الشايب ” وتجولوا معنا واخبرونا عن تاريخهم ومايحويه المتحف وضحكوا معنا بأريحيه ولطف شديييييييد
علمنا فيما بعد انهم دائما يقصدون هذا المكان للمتعة لقربه من بيتهم .. فلا متنفس لهم الا الاستأناس بهذا المكان ..
سألتني العجوز من أي بلد أنت .. فقلت لها أنا من السعودية !
فقالت أوووووه السعودية !!
توقعت بعدها ( تعطيني الخامس ) ولكنها قلبت الأمور في ذهني وعاملتني هي وزوجها مع طفلتي وزوجي كأبنائهم وأشد .. كانوا يبحثون عن ابتسامتنا
في أي شيء في المتحف ويجتهدون معنا بوصف اماكن طبيعية رائعة نزورها ولا غاية لهم ولا هدف سوى سمو أخلاقهم ..
ومما صدمني أكثر .. أنهم كانوا ( لما رأوا حجابي ) يتوقعون أننا ” باكستانيين “ .. هنيئا لك ياباكستان يوم أن صارت المتحجبة تنتمي لك .. وكل عزائي لك يالسعودية
في وفاة المحجبات على عتبات بريطانيا ..
هنيئا لك يالباكستاني تعيش بإحترام وحب وتقدير من البريطاني النصراني واليهودي والملحد .. وكل عزائي لك فلن تجد من العربي المسلم الا الركل والتمسخر عليك
والإهانة لك !!
من البارحة وأنا اتوق لذلك اليوم الذي اتعلم فيه الإنجليزية بإتقان .. لأكون سفيرة لديني لديهم .. لأخبرهم أننا نحن أيضا مثلهم .. بل أفضل منهم ..
——
سمعنا كثيرا وكثيرا جدا عن التفكك الذي يعيشونه وانهم ناس سيئون وانهم وانهم وانهم .. ولكن :
رأيت الأم تأخذ صغارها تمشيهم حول البط وقرب النهر ..
رأيت المرأة تفتح لأمها العجوز الباب الأمامي للسيارة وتركبها وتقبلها ثم تغلق الباب ..
رأيت المعاق كبيرا وصغيرا .. تحضره امه وابوه ” يمشونه ” في المتحف وعند الحيونات والطيور ..
رأيت الشيخ الكبير والعجوز لهم تعامل خاص ملئوه الأحترام والتقدير والمحبة والعطف .. حتى ان اغلب الرسوم اسقطت عنهم مراعاة لهم ..
رأيت الطفل يحضن ويقبل ويجاب عن اسألته لا يعنف ويوبخ ويطرد من المجلس ..
رأيتهم يحبون الطبيعه .. يحافظون على الجمال ..
رأيتهم يوم إجازتهم تزدحم البيوت بأهلها صلة لهم وتزاور بينهم ..
وشارعنا شاهد على هذا .. امامنا بيت يسكنه رجل وامرأة كبيران في السن .. وكل يوم ” أحد ” يقف على بابهم حوالي 4 سيارت ويمتلى البيت بابنائهم واحفادهم ..
رأيت الكثير والكثير وما نقل إلينا الا الجانب الأسود في حياتهم والذي اراه اليوم انعكس على حياتنا ..
فأحببت أن انقل الجانب المضيء في حياتهم لعله ” يوما “ ينعكس على حياتنا ..
طبعا .. من سمع ليس كمن رأى وعاش .. ولكني أحببت أن أقول من كل ماسبق :
- شكرا لك يا ” زوجي ” على تشجيعي لبقائي في حجابي ..
- ويا أخواتي المسافرات .. لنكون سفيرات خير لديننا .. لماذا هجر الحجاب هنا .. فمن يعز معالم دين الله فوالله إن الله سيعزه بين البشر ..
ومن يعظم الله في ذاته سيجعله الله عظيما كبيرا في عيون الناس حتى لو كان من خلف حُجبات سوداء لا يسمعون منها الا صوتك فقط ..
- وللجميع .. متى نعيد لذواتنا ما اخذه الغرب منا .. متى نعلوا بأخلاقنا التي قال عنها الحبيب صلى الله عليه وسلم ” ألا أخبركم بأقربكم مني مجلسا يوم القيامة : أحاسنكم
أخلاقا .. الموطئون أكنافا .. الذس يألفون ويؤلفون “
سبحان الله .. اتمنى لو عمر التوحيد قلوبهم .. وانابوا لربهم واسلموا ..
اتمنى ..
وماذالك على الله بعزيز ..
منقول من مدونة العبييييير
November 5th, 2008, 02:27 PM
وفي النهاية يقدر الله لنا الأمر ونعزم على السفر