7 أكتوبر, 2016 - 6:05:26 صباحًا
آخر تحديث : 7 أكتوبر, 2016 - 8:30:38 مساءً
صحيفة مبتعث - مهرة الصيعري
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود ” أدركت تفاصيل المعنى لهذا الحديث حين توقفت أمور بعثتي الى أمريكا.. وقد صار قرار الإبتعاث في يدي كما أنني قد حصلت على الفيزا الدراسية الأمريكية ولكن تم رفض مرافقي الذي قدّم حلمي على جميع أولوياته من قِبل السفارة الأمريكية.. لم نيأس تقدّم أخي للمرة الثانية وتم الرفض أيضا..
كانت أمي تقول لي: الناس بدأت تتكلم عن بعثتك.. لاسيما وقد كنت شغلهم الشاغل في محيطي ووسطي.. ولعل هذا سبب تأخر معاملتك ان لم يكن إلغاءها كنت أكاد أجنّ حينما أسمعها تقول ذلك.. تأخرت عن الإلتحاق بقافلة الدفعة التي تم ابتعاثي على أساسها.. وتلقيت تنبيه من جهة ابتعاثي يفيد بتأخري مما قد يتسبب في إلغاء بعثتي.. وكدت أخسر ها فعلا.. لولا أني قد رفعت ببرقية عاجلة للأمير سلطان بن سلمان وقد اهتموا بشأنها بتوجيه منه مشكورين ومددوا لي الفترة بناء على ظروفي التي كانت خارج نطاق سيطرتي..
حينها كل فرد من أفراد أسرتي أعلن مؤازرته ومساندته لي معنويا وماديا.. ولكن الأمور بقت معلقة وصار لزاما علي أن أبحث عن مرافق جديد ليتقدم بطلب الفيزا لعل وعسى أن يقبلوا الطلب وتتم أمور البعثة ولكن لا فائدة.. حتى أتت اللحظة التي سمعت من أغلب الأشخاص المقربين مني ” مهرة استخيري في هالبعثة وكملي دراستك بجامعة الفيصل” حين كنت أسمع مثل هذه العبارات كنت أتصرف كالثائرة التي لا ترى شيئا سوى هذا الأمر وكنت ازداد اصرارا وعناد.. حتى أعلن الجميع أن هذه البعثة لم تعد تُجدي ولا فائدة من التقديم في كل مرة على طلب جديد واهدار المال فيما لا جدوى منه.. حتى أنهم كفوا عن السؤال عن هذه البعثة.. حينها اتصلت على مكتب للقبولات الدراسية وسألته ماهي أسهل دولة من حيث اجراءات الفيزا الدراسية واستخراجها؟ أجابني: نيوزلندا ثم أستراليا قلت له قدّم لي بطلب قبول دراسي على بلاد الكنغر وفي أسرع وقت .. وبالفعل خلال شهرين إن لم تكن أقل أنهيت إجراءات الفيزا والفحص الطبي الخاصة بي وفيزة أخي السياحية أيضا..
اليوم هو 19/9/2009 تاريخ مميز ليوم مميز في حياتي وهو اليوم الأول لي في أستراليا وتحديدا في مدينة بيرث بالولاية الغربية.. والجدير بالذكر ان الدلالة الطاقيّة للرقم 9 ترمز الى الإنجازات والرضا عن الذات بتحقيق النجاحات.. والحق أقول أن اختياري للبعثة من أكثر القرارات الفخورة بها والتي أشعر بالرضا تجاهها.. بيرث مدينة جميلة فاتنة آسرة أسميتها مدينة السكون.. وبالرغم من جمالها إلا أنها استثارت لديّ الهمة والعزم على تخطي بعض عقباتها التي من كان يُصدق أن تكون وليدة هذا الجمال الفاتن! فسرعان ما تعايشت مع شعور الغربة وألفته وألفني كما لو كنا نعرف بعضنا منذ سنين اليوم هو 21/9/2009 وهو اليوم الأول الذي أذهب فيه للمعهد وكانت خطوات أخي تسبقني تارة.. وتارة يتأخر لأتقدمه لعله كان يريد أن يحميني من أي خطر قد أقع به.. حتى أصبح بعد قرابة أسبوعين يقول لي: أستراليا مكان آمن لا أخشى عليك الخطر فيه.. تم تحديد مستواي في اللغة الإنجليزية ووضعوني في مرحلة متقدمة لأنهي اللغة في فترة وجيزة وحصلت على مكافأة تميّز من الملحقية السعودية نظير ذلك.. اللغة هناك ممارسة قبل أن تكون تعليم أو تعلّم.. اللغة هناك تعني الاحتكاك بجميع الأعراق وأن تتعرف على ثقافات للمرة الأولى تسمع عنها أو تعرفها.. اللغة كانت تجربة ثرية وممتعة جدا.. تجربة تستحق أن تعيشها كمبتعث/ة كنت أذهب للمعهد وأنا في قمة نشاطي وسعادتي وتأهبي لأي مشاركة من شأنها اعتلاء اسم مملكتي الحبيبة.. حتى وقع الاختيار عليّ من قبل إدارة المعهد كطالبة متميزة ومثال يُحتذى به ..وطلبوا أن أقدم لقاء خاص بالطلبة السعوديين لتحفيزهم وشحذ قدراتهم وتعزيزها في التعلم.. لاسيما وبعض الطلبة كان يتعثر في هذه المرحلة .. كنت أردد في نفسي الحمدلله الذي عوضني خيرا مما تركت..
والتجربة الجديرة بالذكر اني عملت في Perth Institute Of Business & Technology لأكون Student Leader وبالفعل إرتديت المعطف الأخضر أنا وبعض الطلبة الذين تم اختيارهم لإستقبال طلبة الدبلوم والمرحلة التحضيرية الجدد.. وتقديم النصائح واضافة المواد المناسبة وتعديل الجداول.. ولنبقى بالقرب منهم والمتابعة على مدار الفصل الدراسي كاملا.. وكان هذا العمل هو المرة الأولى التي أتقاضى فيها مكافأة نظير عملي.. وكان ذلك الدخل من أثمن المبالغ التي حصلت عليها لأنه علمني حس المسؤولية والإعتداد والإعتماد على الذات للحديث بقية.. وقفة في الرخاء..
الكل يستطيع أن يُنجز ويتم أعماله الفيصل.. أن تكون قادرا على تحقيق الإنجاز والعطاء في ذروة الشدة التي تمر بها.
صحيفة مبتعث - مهرة الصيعري
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود ” أدركت تفاصيل المعنى لهذا الحديث حين توقفت أمور بعثتي الى أمريكا.. وقد صار قرار الإبتعاث في يدي كما أنني قد حصلت على الفيزا الدراسية الأمريكية ولكن تم رفض مرافقي الذي قدّم حلمي على جميع أولوياته من قِبل السفارة الأمريكية.. لم نيأس تقدّم أخي للمرة الثانية وتم الرفض أيضا..
كانت أمي تقول لي: الناس بدأت تتكلم عن بعثتك.. لاسيما وقد كنت شغلهم الشاغل في محيطي ووسطي.. ولعل هذا سبب تأخر معاملتك ان لم يكن إلغاءها كنت أكاد أجنّ حينما أسمعها تقول ذلك.. تأخرت عن الإلتحاق بقافلة الدفعة التي تم ابتعاثي على أساسها.. وتلقيت تنبيه من جهة ابتعاثي يفيد بتأخري مما قد يتسبب في إلغاء بعثتي.. وكدت أخسر ها فعلا.. لولا أني قد رفعت ببرقية عاجلة للأمير سلطان بن سلمان وقد اهتموا بشأنها بتوجيه منه مشكورين ومددوا لي الفترة بناء على ظروفي التي كانت خارج نطاق سيطرتي..
حينها كل فرد من أفراد أسرتي أعلن مؤازرته ومساندته لي معنويا وماديا.. ولكن الأمور بقت معلقة وصار لزاما علي أن أبحث عن مرافق جديد ليتقدم بطلب الفيزا لعل وعسى أن يقبلوا الطلب وتتم أمور البعثة ولكن لا فائدة.. حتى أتت اللحظة التي سمعت من أغلب الأشخاص المقربين مني ” مهرة استخيري في هالبعثة وكملي دراستك بجامعة الفيصل” حين كنت أسمع مثل هذه العبارات كنت أتصرف كالثائرة التي لا ترى شيئا سوى هذا الأمر وكنت ازداد اصرارا وعناد.. حتى أعلن الجميع أن هذه البعثة لم تعد تُجدي ولا فائدة من التقديم في كل مرة على طلب جديد واهدار المال فيما لا جدوى منه.. حتى أنهم كفوا عن السؤال عن هذه البعثة.. حينها اتصلت على مكتب للقبولات الدراسية وسألته ماهي أسهل دولة من حيث اجراءات الفيزا الدراسية واستخراجها؟ أجابني: نيوزلندا ثم أستراليا قلت له قدّم لي بطلب قبول دراسي على بلاد الكنغر وفي أسرع وقت .. وبالفعل خلال شهرين إن لم تكن أقل أنهيت إجراءات الفيزا والفحص الطبي الخاصة بي وفيزة أخي السياحية أيضا..
اليوم هو 19/9/2009 تاريخ مميز ليوم مميز في حياتي وهو اليوم الأول لي في أستراليا وتحديدا في مدينة بيرث بالولاية الغربية.. والجدير بالذكر ان الدلالة الطاقيّة للرقم 9 ترمز الى الإنجازات والرضا عن الذات بتحقيق النجاحات.. والحق أقول أن اختياري للبعثة من أكثر القرارات الفخورة بها والتي أشعر بالرضا تجاهها.. بيرث مدينة جميلة فاتنة آسرة أسميتها مدينة السكون.. وبالرغم من جمالها إلا أنها استثارت لديّ الهمة والعزم على تخطي بعض عقباتها التي من كان يُصدق أن تكون وليدة هذا الجمال الفاتن! فسرعان ما تعايشت مع شعور الغربة وألفته وألفني كما لو كنا نعرف بعضنا منذ سنين اليوم هو 21/9/2009 وهو اليوم الأول الذي أذهب فيه للمعهد وكانت خطوات أخي تسبقني تارة.. وتارة يتأخر لأتقدمه لعله كان يريد أن يحميني من أي خطر قد أقع به.. حتى أصبح بعد قرابة أسبوعين يقول لي: أستراليا مكان آمن لا أخشى عليك الخطر فيه.. تم تحديد مستواي في اللغة الإنجليزية ووضعوني في مرحلة متقدمة لأنهي اللغة في فترة وجيزة وحصلت على مكافأة تميّز من الملحقية السعودية نظير ذلك.. اللغة هناك ممارسة قبل أن تكون تعليم أو تعلّم.. اللغة هناك تعني الاحتكاك بجميع الأعراق وأن تتعرف على ثقافات للمرة الأولى تسمع عنها أو تعرفها.. اللغة كانت تجربة ثرية وممتعة جدا.. تجربة تستحق أن تعيشها كمبتعث/ة كنت أذهب للمعهد وأنا في قمة نشاطي وسعادتي وتأهبي لأي مشاركة من شأنها اعتلاء اسم مملكتي الحبيبة.. حتى وقع الاختيار عليّ من قبل إدارة المعهد كطالبة متميزة ومثال يُحتذى به ..وطلبوا أن أقدم لقاء خاص بالطلبة السعوديين لتحفيزهم وشحذ قدراتهم وتعزيزها في التعلم.. لاسيما وبعض الطلبة كان يتعثر في هذه المرحلة .. كنت أردد في نفسي الحمدلله الذي عوضني خيرا مما تركت..
والتجربة الجديرة بالذكر اني عملت في Perth Institute Of Business & Technology لأكون Student Leader وبالفعل إرتديت المعطف الأخضر أنا وبعض الطلبة الذين تم اختيارهم لإستقبال طلبة الدبلوم والمرحلة التحضيرية الجدد.. وتقديم النصائح واضافة المواد المناسبة وتعديل الجداول.. ولنبقى بالقرب منهم والمتابعة على مدار الفصل الدراسي كاملا.. وكان هذا العمل هو المرة الأولى التي أتقاضى فيها مكافأة نظير عملي.. وكان ذلك الدخل من أثمن المبالغ التي حصلت عليها لأنه علمني حس المسؤولية والإعتداد والإعتماد على الذات للحديث بقية.. وقفة في الرخاء..
الكل يستطيع أن يُنجز ويتم أعماله الفيصل.. أن تكون قادرا على تحقيق الإنجاز والعطاء في ذروة الشدة التي تمر بها.