8 مارس, 2015 - 1:45:47 صباحًا
آخر تحديث : 8 مارس, 2015 - 1:45:47 صباحًا
صحيفة مبتعث - علي الغامدي
صحيفة مبتعث – علي الغامدي
في أحد أيام المرحلة الإبتدائية كنت في مهمة خارج الفصل أمرني بها مدرسي الفاضل وبينما أنا في طريقي مررت بفصل مفتوح بابه وبداخله مدرس تبدو عليه علامات الفضاوة فليس لديه مايقوله أو يعلمه لطلابه فصاح بصوت تتدفق منه العربجية (تعال ياولد) ، اتجهت إليه ولا اعلم ماتخفيه لي المفاجآت ، لم يقل لي شيئاً فهو لايملك الكثير ليقوله لأنه فارغ. صفعني وقال (إرجع إلى فصلك)…انتهت القصة.
ثواني معدودة وانتهت القصة بالنسبة له ، لكنها لم تنتهي لطفلٍ لا يعلم فيم صُفع ، عدت إلى فصلي باكياً وفي داخلي مشاعر يتعوذ منها العاقل ، إهانة و حرقة وحسرة وقهر لكنه قهر الأطفال وليس قهر الرجال. بُترت يدك أيها المعلم … هذه الكلمة التي سكنت في قلبي منذ تلك الأيام إلى اليوم ولم تنطلق ولكم حرية إطلاقها اليوم أو دعوها تنام بين السطور وتنطوي القصة.
اليوم كبرت وكبر معي تحليلي للأمور فأصبحت أتوقف عند كل حدث وأنظر للدوافع التي أدت إليه والدروس التي يمكنني أن استخلصها منها. وقفت عند هذه الحادثة وأعلم أن هناك من يدعي بأن هذه الطريقة تربي الرجال ، وأقول بل لاتربي حتى البغال. قف ياعزيز واجمع كل كتب الفلاسفة والمفكرين وخبراء التربية والأطباء النفسيين بل وزد عليها جميع الكتب السماوية واستخرج لي جملة واحدة تخبرنا أن الصفعة تعلم.
نعم هو أسلوب المتخبط الذي لايفقه في التربية ولا يعني له ذلك شيئاً وإلا فهناك الكثير من الأساليب التربوية وهي ليست وليدة اليوم فانظر إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يستخدم يده إلا ليمسح بها دمعة أو يعطي بها محتاجا ، ما أرحمك وما أغلظهم . لقد قال رسولنا عليه الصلاة والسلام ( من تولى من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم شق الله عليه ومن تولى من أمر أمتي شيئاً فيسر لهم يسر الله له). الضرب هو أسلوب العاجز الذي يغذي عقله بالبلادة فيده تلك دنست طفولة وقتلت حلماً وشوهت موهبة.
هذا النوع من البشر لازال موجوداً في عصرنا الحاضر رغم تشديد الحصار عليهم. فهم يستخدمون السلطة التعسفية لإهانة طلابهم ومنهم من يتلذذ بعمليات الترسيب الجماعية التي لاتدل إلا على فقره المعرفي في مجال التدريس. هم ليسوا في التدريس فقط بل في كل مكان وهناك الكثير منهم في المجالات الإدارية.
أختم برسالة لأولئك البشر ، إن لقيناكم يوماً لن نقول لكم (أحسنتم) بل سنقول (أسأتم) فهو تاريخكم وأنتم من كتب سطوره ولوثتوه بأفعالكم وليس من العدل أن نساويكم بذلك المعلم المُلهم الذي تقطر كلماته تفاؤلاً ورؤيته تسر النفس أنيس في حضوره يغتالنا الشوق عند ذكر اسمه.
تحياتي …ولي عودة
alighamdi2@
صحيفة مبتعث - علي الغامدي
صحيفة مبتعث – علي الغامدي
في أحد أيام المرحلة الإبتدائية كنت في مهمة خارج الفصل أمرني بها مدرسي الفاضل وبينما أنا في طريقي مررت بفصل مفتوح بابه وبداخله مدرس تبدو عليه علامات الفضاوة فليس لديه مايقوله أو يعلمه لطلابه فصاح بصوت تتدفق منه العربجية (تعال ياولد) ، اتجهت إليه ولا اعلم ماتخفيه لي المفاجآت ، لم يقل لي شيئاً فهو لايملك الكثير ليقوله لأنه فارغ. صفعني وقال (إرجع إلى فصلك)…انتهت القصة.
ثواني معدودة وانتهت القصة بالنسبة له ، لكنها لم تنتهي لطفلٍ لا يعلم فيم صُفع ، عدت إلى فصلي باكياً وفي داخلي مشاعر يتعوذ منها العاقل ، إهانة و حرقة وحسرة وقهر لكنه قهر الأطفال وليس قهر الرجال. بُترت يدك أيها المعلم … هذه الكلمة التي سكنت في قلبي منذ تلك الأيام إلى اليوم ولم تنطلق ولكم حرية إطلاقها اليوم أو دعوها تنام بين السطور وتنطوي القصة.
اليوم كبرت وكبر معي تحليلي للأمور فأصبحت أتوقف عند كل حدث وأنظر للدوافع التي أدت إليه والدروس التي يمكنني أن استخلصها منها. وقفت عند هذه الحادثة وأعلم أن هناك من يدعي بأن هذه الطريقة تربي الرجال ، وأقول بل لاتربي حتى البغال. قف ياعزيز واجمع كل كتب الفلاسفة والمفكرين وخبراء التربية والأطباء النفسيين بل وزد عليها جميع الكتب السماوية واستخرج لي جملة واحدة تخبرنا أن الصفعة تعلم.
نعم هو أسلوب المتخبط الذي لايفقه في التربية ولا يعني له ذلك شيئاً وإلا فهناك الكثير من الأساليب التربوية وهي ليست وليدة اليوم فانظر إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يستخدم يده إلا ليمسح بها دمعة أو يعطي بها محتاجا ، ما أرحمك وما أغلظهم . لقد قال رسولنا عليه الصلاة والسلام ( من تولى من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم شق الله عليه ومن تولى من أمر أمتي شيئاً فيسر لهم يسر الله له). الضرب هو أسلوب العاجز الذي يغذي عقله بالبلادة فيده تلك دنست طفولة وقتلت حلماً وشوهت موهبة.
هذا النوع من البشر لازال موجوداً في عصرنا الحاضر رغم تشديد الحصار عليهم. فهم يستخدمون السلطة التعسفية لإهانة طلابهم ومنهم من يتلذذ بعمليات الترسيب الجماعية التي لاتدل إلا على فقره المعرفي في مجال التدريس. هم ليسوا في التدريس فقط بل في كل مكان وهناك الكثير منهم في المجالات الإدارية.
أختم برسالة لأولئك البشر ، إن لقيناكم يوماً لن نقول لكم (أحسنتم) بل سنقول (أسأتم) فهو تاريخكم وأنتم من كتب سطوره ولوثتوه بأفعالكم وليس من العدل أن نساويكم بذلك المعلم المُلهم الذي تقطر كلماته تفاؤلاً ورؤيته تسر النفس أنيس في حضوره يغتالنا الشوق عند ذكر اسمه.
تحياتي …ولي عودة
alighamdi2@