الأعضاء الإشتراك و التسجيل

    التسجيل و الدخول عبر

نسيت كلمه المرور
الأقسام
ADs

تابعنا :



جعلوني برميلاً !!!

29 أبريل, 2015 - 4:29:06 مساءً آخر تحديث : 3 مايو, 2015 - 6:42:39 مساءً

صحيفة مبتعث - رزان سندي

صحيفة مبتعث – رزان سندي

كان يوم عادي جداً و لم أتوقع في هذا اليوم الرتيب أي جديد . وكان ظني في محله .فما حصل لي  أثناء و قوفي في الطابور الطويل لأطلب قهوتي الصباحية لم يكن بجديد أبداً و ربما ليس بجديد عليك أيها القاريء العزيز  .كنت حينها أحادث أحد أفراد أسرتي عبر الجوال  .جاء دوري فطلبت القهوة ثم أنتظرت في المكان المخصص للانتظار حتى تجهز. حينها أقتربت مني إمرأة في منتصف العمر و قالت لي معتذرة أنها كانت تستمع لي أثناء تحدثي في الهاتف و أنها حاولت أن تخمن اللغة التي أتحدثها لكنها لم تستطع و تريد مني أن أخبرها ماهي ! أبتسمت لها و أخبرتها أنها اللغة العربية . سألتني بعدها عن بلدي أو ما هي جنسيتي , أخبرتها أنني من المملكة العربية السعودية . أجابتني و قد أتسعت حدقتا عينيها فجأة قائلة:”  Oh … Saudi !! the land of Oil !!”   أو السعودية .. إنها أرض النفط . و أضافت بحسد واضح  أنتم تمتلكون النفط إنكم أغنياء جداً و سعداء !

لنتجاهل الجلطة المصغرة التي أصابتني حينها و دعوني أسألكم , من منكم لم يمر بموقف مشابه !؟ أكاد أجزم أننا جميعنا واجهنا مثل ردود الأفعال هذه .  ولم تكن هذه المرة الأولى التي أسمع فيها مثل هذه التعليقات السطحية بنظري  . لكنني وفي كل  مرة  لا أعرف هل يجب علي أن أشعر بالأسى لأنهم لا يعرفون عنا أي شيء سوى تصدير المملكة للبترول ! ؟ أم ياترى أشعر بالاستياء من سطحيتهم أم من إعلامنا الذي لم يعبر بشكل و اقعي وسليم عن أفراد المجتمع السعودي ! أم ماذا بالضبط ! أو ربما أبتسم بسخرية و أقرأ المعوذات لأحصن آبار نفطنا من شر حاسد إذا حسد !!! أم كل ماسبق !

أخذت نفسا عميقا و أبتسمت و حاولت أن أشرح لها أن مجتمعنا مجتمع طبيعي تتوافر فيه كل الطبقات الاجتماعية و أننا بشر عاديون مثلهم تماماً فنحن لدينا أحلامنا وطموحاتنا آلامنا و أفراحنا ومشاكلنا كأفراد و كمجتمع  و لا يوجد في منزل أي منا أي بئر بترول للاستخدام الشخصي إطلاقاً ! . تظاهرت بالإقتناع الذي لم ألمحه في عينيها أبداً !

في هذه اللحظة أنقذني صوت أحدهم منادياً بإسمي ثم نوع القهوة التي أخترتها ! أنا متأكدة أنها كانت تراني على صورة برميل نفط ناطق يشرب كوباً من القهوة الساخنة و يتمشى هنا وهناك . و متأكدة جداً أن هذا الموقف سيتكرر كثيراً . كما تكرر و سيتكرر مع غيري .

أمضيت وقتاً أفكر في دوري في المساهمة في توضيح الصورة عن المجتمع الذي أنتمي إليه . و مازلت افكر حتى وقت كتابة هذا المقال في ما ينبغي فعله على الصعيد الإعلامي بحكم تخصصي و الصعيد الشخصي بحكم أنني فرد ينتمي للمجتمع السعودي. أستطيع القول أنني أفهم و أتفهم أنها ببساطة الصورة النمطية ياسيداتي ويا سادتي . التي ربما نقع نحن أيضاً في فخها  . الصورة النمطية التي لا ينبغي بالضرورة أن تكون سليمة الافتراضات . و التي غالباً ما تكون مليئة بالتعميم و إطلاق الأحكام عشوائياً من غير خبرة أو وعي أو أي معرفة مسبقة . و أعرف أن تغيير الانطباع أو الصورة يستلزم الكثير من الوقت والجهد . لكن يجب أن نفعل شيئاً حيال صورة برميل النفط الناطق . لذا إن كانت هناك أي إقتراحات أو تعليقات عن هذا الموضوع فأنا أرغب جداً بالاطلاع عليها . دمتم بود .

  • لا يوجد تعليقات

رزان سندي

كاتب

خريجة إعلام تخصص صحافة من جامعة أم القرى بمكة المكرمة .

التعليق

عفواً, للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول أولاً. إذا كنت لا تملك عضوية, يمكن الإشترك بالنقر هنا إنشاء عضوية

تسجيل عبر
ADs