18 سبتمبر, 2014 - 10:07:44 صباحًا
آخر تحديث : 18 سبتمبر, 2014 - 10:11:36 صباحًا
صحيفة مبتعث - محمد بن عبدالجبار السُلمي
صحيفة مبتعث – محمد السُلمي
قال لي أحدهم : أنتم مبتعثو الخارج في نزهة سياحية!! ولا هم لكم إلا السفر والتنقل من مكانٍ لآخر باحثين عن ما يمتع ناظركم. لاسيما ما تتمتع به أغلب دول الإبتعاث من طبيعة جذابة.
الحقيقة عندما قال لي هذه الكلمة رجع بي شريط الذكريات عندما وطئت قدمي أمريكا لأول مرة حتى هذه اللحظة.
قارنت بين ما قاله ، وبين حال أكثر المبتعثين (وأولهم أنا).
بعد برهة من التأمل قلتُ له عزيزي سأشرح لك حالي منذ بداية الدراسة إلى الآن (وقد يكون حال أكثر المبتعثين) ، وبعدها اعد التفكير فيما قلته.
المبتعث في مرحلة اللغة مرت عليه أيام وشهور وهو لم يخرج من مدينته إلا لحضور معهد اللغة أو اختباراتها. جل وقته يقضيه في تعلم اللغة والاستعداد لاختباراتها. وخاصة من بدأ تعلم اللغة من الصفر (مثل حالتي). بعض الأحيان يكون الطقس رائع ، والمطر ينهمر ، وحال المبتعث في سياحة بين الكتب في داخل غرفته! يتمنى الخروج ، لكن همه يمنعه من الخروج. وإن خرج وطاوع نفسه ، لم يستمتع بخروجه حينما يتذكر همه.
المبتعث في مرحلة البحث عن قبول أكاديمي يدخل في سياحة أخرى لاسيما طلبة الدراسات العليا في أمريكا. نهاره يقضيه في مراسلة الجامعات ، والاتصال بهم. وفي الليل همٌ يؤرقه ألا يجد قبولاً ويرجع إلى وطنه صفر اليدين. فيطير النوم من عينيه ، ويسلي نفسه أن ليس له إلا ما كتبه الله ، وأن المكتوب سيكون. فيستمطر النوم ، وينام. فإن سمع صوت رسالة بريدٍ إلكتروني ؛ فز من نومه ، وفتح جواله لعل جامعة ما أرسلت له رداً بالقبول.
يستمتع المبتعث كثيراً بالسياحة عندما يستقبل مكالمة من والديه أو أحدهما. عندما يسمع نبرة الحزن في صوتيهما. وتحشرج الدموع في حلقيهما. حينها ؛ يستمتع كثيرا وكثيرا جداً بالسياحة!!!
قلتُ له يكفيك هذا أم أزيدك؟ فهناك سياحة أخرى مع الملحقية والمعاهد والمشرفين والجامعة في السعودية. يضيق الوقت لسردها.
صرخ وقال كفى كفى!
ونظر إلي بعين الحزن وقال كان الله في عونكم معشر السياح!!
صحيفة مبتعث - محمد بن عبدالجبار السُلمي
صحيفة مبتعث – محمد السُلمي
قال لي أحدهم : أنتم مبتعثو الخارج في نزهة سياحية!! ولا هم لكم إلا السفر والتنقل من مكانٍ لآخر باحثين عن ما يمتع ناظركم. لاسيما ما تتمتع به أغلب دول الإبتعاث من طبيعة جذابة.
الحقيقة عندما قال لي هذه الكلمة رجع بي شريط الذكريات عندما وطئت قدمي أمريكا لأول مرة حتى هذه اللحظة.
قارنت بين ما قاله ، وبين حال أكثر المبتعثين (وأولهم أنا).
بعد برهة من التأمل قلتُ له عزيزي سأشرح لك حالي منذ بداية الدراسة إلى الآن (وقد يكون حال أكثر المبتعثين) ، وبعدها اعد التفكير فيما قلته.
المبتعث في مرحلة اللغة مرت عليه أيام وشهور وهو لم يخرج من مدينته إلا لحضور معهد اللغة أو اختباراتها. جل وقته يقضيه في تعلم اللغة والاستعداد لاختباراتها. وخاصة من بدأ تعلم اللغة من الصفر (مثل حالتي). بعض الأحيان يكون الطقس رائع ، والمطر ينهمر ، وحال المبتعث في سياحة بين الكتب في داخل غرفته! يتمنى الخروج ، لكن همه يمنعه من الخروج. وإن خرج وطاوع نفسه ، لم يستمتع بخروجه حينما يتذكر همه.
المبتعث في مرحلة البحث عن قبول أكاديمي يدخل في سياحة أخرى لاسيما طلبة الدراسات العليا في أمريكا. نهاره يقضيه في مراسلة الجامعات ، والاتصال بهم. وفي الليل همٌ يؤرقه ألا يجد قبولاً ويرجع إلى وطنه صفر اليدين. فيطير النوم من عينيه ، ويسلي نفسه أن ليس له إلا ما كتبه الله ، وأن المكتوب سيكون. فيستمطر النوم ، وينام. فإن سمع صوت رسالة بريدٍ إلكتروني ؛ فز من نومه ، وفتح جواله لعل جامعة ما أرسلت له رداً بالقبول.
يستمتع المبتعث كثيراً بالسياحة عندما يستقبل مكالمة من والديه أو أحدهما. عندما يسمع نبرة الحزن في صوتيهما. وتحشرج الدموع في حلقيهما. حينها ؛ يستمتع كثيرا وكثيرا جداً بالسياحة!!!
قلتُ له يكفيك هذا أم أزيدك؟ فهناك سياحة أخرى مع الملحقية والمعاهد والمشرفين والجامعة في السعودية. يضيق الوقت لسردها.
صرخ وقال كفى كفى!
ونظر إلي بعين الحزن وقال كان الله في عونكم معشر السياح!!