نحن أفضلُ منكم

صحيفة مبتعث - محمد بن عبدالجبار السُلمي

من أكثر الأشياء ملاحظة في الآونة الأخيرة في مجتمع المبتعثين؛ محاولة فئات إثبات مستوى تمكنهم العلمي وقوة جامعتهم عن طريق الانتقاص من الجامعات الأُخرى التي يدرسُ فيها أقرانهم في نفس الدولة. بل زاد بعضهم في غيهم بالانتقاص والتقليل من مستوى جامعات دول كاملة !!! لذلك؛ تجدهم في كل مجلسٍ يُرددون عبارات جوفاء يُصاب سامعها بعسر هضمٍ لسماعها. ولو تتبع أحد مستوى جامعتهم؛ فقد يجد أن الأمر مخالف تماما لما ذكروه. لايخفى على ذي لُبٍ أن مستوى القوة والضعف يخضع لنظرة شخصية بحتة. فما تراه أنت قويٌ؛ قد يراه غيرك على النقيض من ذلك. وهذا يعود لعددٍ من الأسباب من أهمها الخلفية السابقة، ومستوى الذكاء، وغيرها. يُضاف إلى ذلك أن أساتذة المواد يلعبوا دوراً جوهرياً في تحديد مستوى القوة والضعف. لذلك من الصعب جداً الاتفاق على مستوى جامعة ما. إلا عن طريق بعض التصنيفات الشهيرة للجامعات. فهي تُعطي مؤشرات عن مستوى الجامعات. يستطيع كل شخص أن يُثبت قوته العلمية عن طريق أفعاله لا أقواله. فالأبحاث، والمشاريع، وميدان العمل خير مكانٍ لإثبات التمكن العلمي. والآخرون -أهل الاختصاص خاصة- لديهم المقدرة الكافية لتمييز الغث من السمين. وليس الانتقاص من الآخرين أسلوباً أدبياً في التسويق لذواتهم. فكلما ازداد الإنسان علماً، كلما ازداد تواضعاً ومعرفة بجهله، واحتراماً للآخرين.
ومضة: العلم تعلّمٌ ذاتيٌ بالدرجة الأولى.